السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رمضان مبارك اخوتي واخواتي.
يوهمنا المغرض او الجاهل ان مسالة الافطار الجهري في بلادنا هي دينية بحتة، في حين يدخل الذوق العام والاخلاق فيها قبل كل شيء.
لا اعرف بتشريع سماوي او حديث شريف حول المفطر جهرا. تحاول الحكومات اضفاء الديانة على حكمها تخديرا للشعب في مثل قانون ضد الافطار الجهري، ان الاجدر بها تطبيق حدود الله كاملة لو كانت صادقة، لكنها تعرف ان لو طبق الاسلام لقطعت ايادي السارقين فيها، لردت الاموال الى اهلها ولطرد الفساد. الله لا يحب الفاسدين.
جعلوا هذا القانون قضية دينية يسهل من خلالها التهجم على ديننا، فلا تشريع نتمسك به مع ذلك تدفعنا مشاعرنا الى استكراه من يستفزنا علنا بمسميات نحن نعرف غاياتها، فنضيع جهدنا في قضية خاسرة.
نظرة الاسلام الى المفطر نظرة عطف ورحمة قبل ان تكون نظرة كره، فالمراة وعذرها النسائي والمريض والذي على سفر، كل هذه الحجج تكون في نظر المسلم يعذر فيها اخاه واخته الفاطرين.
اما قضية الافطار الجهري حبا للاستفزاز فحسب حين كان بالامكان اكل وشرب ما امكن سرا فهي قضية اخلاق وان اتخذها البعض دينية للهجوم على الدين.
ما ستكون نظرة الهندوس لي وانا اذبح ببقرة واكلها امامهم؟ قتل مسلم قبل ايام لفعله ذلك.
ما ستكون نظرة العالم لي ان زرت متحفا للمحرقة اليهودية وانا مرتد لزي هتلر وانادي بشعارات النازية؟ هناك دول تعاقب حتى التشكيك بصحة المحرقة.
لكنها بغض النظر عن العواقب والقوانين قضايا ذوق عام.
ذكر البعض اخلاق اخوتنا المسيحيين، كيف يستحون من الاكل امام اخوانهم المسلمين احتراما ومخافة اثارة العطش والجوع.
ذكر البعض اخلاق السياح الاجانب حين لا ياكلون جهرا احتراما لعادات البلد، بل يشارك بعضهم المسلمين في تجربة الصيام.
هل سنصل الى مرحلة ينظر فيها المسلم بعين العذر الى الفاطر امامه؟ هل سنصل الى مرحلة يكون فيها المفطر جهرا عن غير عذر باخلاق وثقافة المسيحيين والسياح الاجانب؟