كذبوا حينما أخبرونا بأن الرجال لا يبكون !
بكيت في صغري لأتفه الأسباب فقط لينظر الي الأخرون بنظرة شفقة فتحقق طلباتي، فكنت أسمع الكبار يرددون دائما عبارة أن الرجال لا يبكون .. وكان حلمي أن أصبح رجلا وتكون لي زوجة جميلة بقوام مثالي فيتسنى لي الوقت للاستمتاع رفقتها .. فانتظرت الى أن حلقت شاربي لأضع حدا للبكاء .. أما الأن فقد اشتد حنيني للبكاء والبياض يكسو خصلات شعري وأنا بالكاد اتممت عقدي التاني .. حاولت بكل ما أُتيت من قوة لكن دون جدوى فقد شهد لي أني لم أبكي مذ ثماني سنوات - كان لأسباب شخصية لا أود ذكرها – كنت أخشى أن يراني أحدهم فالرجال قل ما يبكون بعيونهم بل يبكون في قلوبهم. كم احسد الاناث على كثرة بكائهن، فمجرد دمعة استعصى علي أمرها ولم أجد سبيلا لها ليستلزم مني الأمر معاودة الكرة من جديد حتى أصبحت قاب قوسين أو ادنى من البكاء فلم أفلح هذه المرة .. مؤلمة تلك الحرقة المصاحبة للفشل .. كان علي تحفيز عيني فاستحظرت كل لحظة حزن عشتها أو أحسست بصاحبها لعلها تكون السبب لأدرف بعض الدمع فعلت وليتني لم أفعل فقد انهارت عيناي بالبكاء حتى فقدت السيطرة فيهما .. لقد كانت دموع الثماني سنوات التى لم أبكي فيها قط .. بكيت لربما لأني أصبحت رجلا وربما لأني لم أعد طفلا .. !
-
nourddine faouziلا أعرف من أكون