هذا طريق تركته من قبل,ما الذى أعادنى إليه؟ هل كلما حسبت أنى على وشك الوصول أعود لنقطه البدايه! تتداخل طرقى وتتشابك لأعطى لكل منها بعض منى ولا أذوق الوصول فى النهايه.
رُبما أن الطُرق تجذبنى إليها ولا أتريث لإختيارها, تبتلعنى وتُشتتنى وتبدد طاقتى لأعود من جديد لتيه أعمق وشتات أشد, أعود لأقف ويجذبنى طريق لم أختره.
أعلم أن طُرقنا ليست مُرصّعه بالألماظ ولا هى واضحه بيّنه كما نحسب, إنما طُرقنا الحقيقيه هى التى نشقّها فى قلب الجبال, طرقنا الذى تليق بنا ليست يسيره ممهده إنما تحتاج لبحث مضن, فكل طريق نجده ممهد ونسيره نكتشف أنه سبيل لأحدهم مر من هُنا, أحدهم صنعه ونال كنز إتمامه أما نحن فلو سلكناه لن نجد إلا الخواء .
لذلك ثبت فى ذاتى قناعه أن هذه الحياه درب إما أن نقضيها فى مسيرًا مزهرًا أو تيها مُخجلًا, إما أن تصنع ذاتك وتجاهد لشق الصخور وإما أن تفنى نفسك بلا قيمه.
إن الوصول لعمق ذاتك وادراك ما الذى تريد أن تُحققه وكيف تستطيع صُنع نجاحك وشق طريقك هو من أعقد الأمور التى قد يقضى المرء فيها عُمرًا فوق عُمره ولكن حقاً (أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا).
لذلك فإن كل منّا يحمل فى جوهره بذره ثمينه كجوهره أبدعها الله فى خلقِنا ليُحمّلنا الأمانه, بداخل كل منّا شئ مُميز وخاص به وحده, لو علمه وأحسن صُنعًا به سيليق بكونه خليفه الله فى الأرض, به يترك أثر ويسد ثغر فى أًمته, تلك البذره تستحق عناء البحث عن تُربه خصبه تليق بها وتحفزها على الإثمار, فلو ألقيت بجوهرتك فى أى طريق تجده سيأكل الذبول روحك, فآن الأوان لندرك أن مشقّة عناء البحث خير من الذبول الأبدى وأن كل شتات يهدينا لبدايه طريق عظيم , آن أن ندرك أن الاستسلام والانسحاب لن يُريح ضمائرنا إنما يُريحها الوصول وحده.