دائما هو الحب! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دائما هو الحب!

  نشر في 15 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


تزوجنا عن حب،

و نعيش بسعادة معا منذ ما يقرب من ربع قرن،

لا انكر ان سعادتنا استثنائية،

و حبنا كذلك،

طوال خمسة و عشرين عاما هي عمر ارتباطنا، لم نختلف مرة واحدة،

و لا مرة،

نحن عاشقان حتى الثمالة،

و ما زلت بعد هذه السنوات يضطرب قلبي لو ذكر اسمها، او سمعت اغنية تحبها

رغم انها تشاركني حياتي منذ ربع قرن لكنني اولد كل يوم من جديد لانها الى جواري،

و لا زلت اشعر باني معجب مجنون تزوج نجمته المفضلة،

لكننا لسنا بلا اوجاع،

فقصتنا بدات قبل لقاءنا بكثير،

و دفع الكثيرون ثمن انانيتنا،

كنت في الحادية و الاربعين عندما التقيتها،   

مهندس ناجح و رسام و نحات و مصور  مشهور، 

على قدر كبير من الوسامة و الثراء التي سمحت لي في مطلع شبابي بمغامرات عاطفية كثيرة بعدد كبير من النساء، 

و احببتهن جميعا،

لم يكن هدفي يوما ان اتلاعب بعواطف اي منهن، 

لكنني لم احبهن بما يكفي،

كنت دائما افضل نفسي عليهن،

و اضع حبهم لي قبل حبي لهم و اهتمامهم بي قبل اهتمامي بهم،

و علاقتي الاخيرة مع زوجتي السابقة قد انتهت بزواجنا لانها كانت امرأة كاملة و ارضت غروري كرجل الى حد كبير،

و شعرت بانه الوقت المناسب لتكوين عائلة، 

و منحتني هذه العائلة سعادة استثنائية، 

اطفال اصبحوا كل حياتي،  

و زوجة عظيمة منحتني هذه النعمة و لا انسى فضلها علي في اي وقت،

لم يعكر صفو ايامي التي احببتها الا خفقان قلبي الغريب الذي دق لاول مرة  بصدق بعد ان جاوزت الاربعين، 

دق قلبي بعنف لامراة متزوجة من اخر،

كانت في الثامنة و الثلاثين عندما التقيتها في دورة اعمال،

سيدة شابة و انيقة و مثقفة، بلا مبالغة،

قد تبدو انها تشبه الكثيرات،

لكنها متفردة في عيني الى حد غريب،

يثير جنوني،

و في جلسة تعارف ودية بين اعضاء المجموعة  تبادلنا الحكايات،

عن حياة كل منا،

عرفت بانها قد تزوجت بعد قصة حب  جميلة عاشتها مع زميل لها في الجامعة،

نهاية تقليدية لاي قصة حب متكافئة، انتهت بزواج عاطفي و عائلة سعيدة،

و في كل مرة نلتقي او نتحدث فيها يتفتح قلبي لها كزهرة تنبت من الصخر ،

و بلا اي مقدمات وجدتني اغرق في حبها دون ارادتي،

لم اجرؤ على التفكير في الموضوع حتى لانه امر مستحيل بالطبع،

لا مجال في حياة كلينا لهذه المغامرة،

انا سعيد مع عائلتي، و هي سعيدة في حياتها،

لا يمكننا أن نهدم بيوتنا السعيدة القائمة من اجل عاطفة غريبة لا ندري من اي جاءت، و الى اين ستذهب بنا،

و ما ذنب عائلاتنا،

و عليه قررنا ان نكون اكثر الزملاء رسمية و فتورا،

كأننا اتفقنا على البعد دون ان نتقق، و دون ان يعلم احدنا بحقيقة مشاعر اي منا،

و هكذا قررنا ان نكون،

على مسافة امنه طوال ثلاثة أشهر هي مده المؤتمر،

تعاملاتنا كانت تتم في اضيق الحدود، لا نتبادل فيها سوى بضع كلمات مقتضبه، كلها تدور حول العمل دون اية صبغة شخصية،

ثم انتهى كل شيء و ذهب كل منا في طريق،

و لم أعرف كيف تمكن مني حب عاصف في عمري هذا و بعد الاف التجارب،

حب امرضني واعياني،

نعم مرضت، و فقدت حياتي بريقها و اصبحت اقرب للكابة،

خضعت ل فحوصات عدة،

و لم يستطع اي طبيب ان يضع يده على علتي، 

الا طبيب واحد و هو صديق مقرب لي،

كان تشخيصه باني اعاني اثار صدمة عاطفية،

و اني ربما اعاني اعراض انسحابها من حياتي،

و ردة فعلي كانت ان اثور، و  ان ترفض حواسي كل نظرياته المستحيلة، 

الشخص الذي يتحدث عنه لا يشبهني و لا يمثلني

و لا يمكن ان يكون انا باي حال من الاحوال، 

اي صدمة و اي عاطفة و اي مرض،

انا ببساطة،

لم اكن مقتنعا باني مريض بحبها،

و باني فقدت طعم الحياة لانها بعيدة عني،

و كي اقطع الشك باليقين بحثت عنها،

و كانت صدمتي مدوية حين اكتشفت اني الان فقط بت قادرا على التنفس،

و كل ما حدث بعد ذلك مجرد تاريخ،

 احساس مرعب بالانتماء و الشوق  لاحدهم و كانك وجدت نفسك، و شعور مخيف بالغرام يجتاح كيانك، كانك خلقت لاجلها، 

و لا تتغير بضعة اشياء فقط في شخصك، لكنك تصبح شخصا اخر تماما، 

انسان اخر و حياة اخرى

و شئ كالانفصام يحدث لك ، كأنك تولد من جديد،  

و  انفصل كل منا عن شريكه، 

و قد كانت مسالة صعبة جدا و مرهقة و تجربة رهيبة و مؤلمة،

لكنها افضل من الخيانة، 

لا هي و لا انا كنا سنسمح بذلك،

نحن نحترم شركائنا السابقين و نرفض ان يخدعوا باي وسيلة،

قد يتبخر الحب من العلاقة لكن الاحترام لا بد أن يظل موجودا للابد،

و حاولنا  ان نبقى في حياة اولادنا و نشعرهم بان محبتنا لهم لم تتاثر،

وكلانا يشعر بالذنب لاننا اخترنا سعادتنا فوق استقرارهم الاسري الذي هدمناه،

لكننا اصبحنا اكثر قدرة على منح الحب  و نحن معاً مما لو كنا في علاقة لا نشعر بالكمال فيها،

و مرت سنوات و كبر الاولاد و تفهموا موقفنا، ربما لم يتقبلوه تماما لكنهم على الاقل باتوا يتفهمونه،

و هم  على مسافة امنه منا،

و نحن لا نلوموهم،

لكنها الرغبه بالبقاء، 

نحن بالفعل نشعر كل يوم باننا كان يمكن ان نموت لو اخترنا نهاية اخرى، غير ان نكون معا





  • 1

   نشر في 15 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا