_ هناك أمر هام إنصتي لي جيداً أرجوكِ !!
_ أنا أسمعُكَ ،
_ إن الخوف يا عزة يعطي الإنسان قوة كبيرة لدرجة انه قد يُقدم على فعل أعمال لم تكن يوماً بالحسبان .. كذلك الإنسان الذي يعيش في الضفة أو في القطاع يخاف دائماً من أن يهجّر من أرضة كما هُجّر الذين من قبله ، يخاف دائماً أنه عندما يصل صيدا عصراً يصبح لاجئ يصبح مشرد دون شيء دون وطن دون كرامة ، لا لا يستطيع الرجوع إلى وطنه إلى ارضة إلى بيته ، يخاف كثيراً من هذا الكابوس البشع !!
الخوف يا عزة .. يعطي الحق للفلسطيني ليدهس ليطعن ليقتل حتى يكون هذا ردّ طبيعي على الخوف الذي يعيشة هذا الإنسان ! فالخوف يضع الإنسان في مواقف يكون فيها أقل الإحتمالات أن يفقد حياته ! يا عزة عندما يحسِم الفلسطيني قرارة لا يتذكر أحد سوى كابوس أنه سيخرج من بيته من مدينتة من ارضة ، مجرد التفكير في هذا الكابوس يدفعة للجنون ..
( الوطن غالي وغالي كثير كمان .. وجرحه ما بهون إلا على الخاين عشان هيك تستغربيش يا عزة إذا بيوم إنكتب إسمي بالصفحة الأولى من جرايد فلسطين .. )
أُوصيكي أن تحافظي على نفسك وعلى اُمي وأن لا تذرفي دمعة إذا ذهبت ولم أعود ، إذا دفنت والدماء تسيل مني فأنا أريد أن أُسقي وطني بدمي .. فقط عندها أريد أن تفخري بي بوطنكي الشهيد ، والشهيد لا يرش بالدموع بل يرشُ بالورود .. فلا تخافي علي فأنا ساكون في حضن وطني الدافئ !
عندما غنت فيروز لــــــــــــ شادي والثلج لم تعرف أن الأغنية تقصدني أنا بالذات ، وأن شادي هو ساجد وأن صوت فيروز هو صوتي الذي لم أسمعه منذ مدة ، كل وجوه الأغنية تغيرت بالنسبة لي حتى الحُزن في صوت فيروز صارت مساحته أكبر ، ! مشهد موته قد كسر قلبي والأشياء المنكسرة لا تشفى أبداً ! وجع فقدانه تعدى حدود الوجع والحزن على الموتى قاتل .. ! انا أكبُر وساجد لا يزال صغير ! حل الشتاء باكراً يا ساجد ! لم يعد هناك فصول ! الشتاء فقط ! ولو فييّ يا عينيّ خبيك بعيني .. رجعت الشتوية !
رحيل كهذا الرحيل يا ساجد يحتاج حزناً عظيماً ، شو بتساوي الأوطان مقابل ضحكة إنسان !