نحن المراهقات مجنونات أو ماذا ....تلهمنا الروايات لنعيش قصة حب بطلها روميو الجريء أو قيس العاشق المجنون أو بطلا من أبطال المغامرات المعروفة. إن الحب في الواقع ليسا مطابقا للقصص مهما حاولنا أن نؤمن بذلك الخيال المجرد....الذي ضم شخصيات درامية يتحكم بها الروائي ويسقط عليها أهواءه واعتقاداته ......نحن أشخاص حقيقيون تحركنا عقولنا ومشاعرنا...نلقى صراعا بين ما غزله القدر لنا وبين رغباتنا وأحلامنا. لذلك علينا أن نستفيق من هذا الخيال المجرد ونقتنع أن هذا الحب الأفلاطوني غير موجود وإن وجد فنادرا ما يصمد. لو تزوج مجنون ليلي لأصبحت حبيبته مجنونة بدلا عنه وعاد هو إليه رشده وعقله . الإنسان في نظري لا يستطيع أن يحب من الفجأة الأولى تلزمه آلاف النظرات ليطمئن لوجه المحب وآلاف الأخبار وأبيات المديح عنه ليرق القلب له. فمثلا باريس لم يزرها العديد منا بعد لكن صورة برج إيفل المطبوعة في الكتب والإعلانات سحرتنا نجدها في كل مكان.أخبار باريس مقاهيها و أناسها وقصورها كل شيء فيها يدهش زائرها ولا ننسى مديح الأدباء عنها لقبوها بمدينة الإنس والجان وبمدينة الحب والأحلام كل هذا شدنا إليها رغم أننا لم نراها إلا من خلال الصور والتلفاز والانترنات. أحببناها دون لقاء مباشر واحد.والمحب مثل باريس رسمناه في خيالنا لكن هل في الحقيقة عن قرب كما صور لنا يمكن أن يتلاشى الإعجاب في لحظة من اللحظات . لذا لا اصدق من حب صدقه القلب والعقل وأكده اللقاء والقرب.
-
سارة القطيطيكاتبة وشاعرة
التعليقات
صحيح .. باريس لم نحبها إلا بعدما سمعنا عنها وغرقنا في جمالها
وتفاصيلها ،
دامت كلماتك الرقيقة وفي إنتظار المزيد .