” نستمتع جداً و نحن نقف على شاطىء البحر بقدمين عاريتين و نبتسم عندما تداعبنا موجاته الهادئه التي أتت إلينا قادمه من بعيد ، نعم قد تبدوا مشاهدة البحر جميله لكن لو تأملنا قليلاً لوجدنا ان اعماق البحر اجمل بكثير فهو يخفى داخله كائنات مبهره وكنوز و ألوان ساحره مبهجه، ظننا كثيراً ان الوقوف على الشاطئ و الاستمتاع برؤية البحر هو منتهي البهجه، لكن في الحقيقه خسرنا متعة و روعة و جمال الحياه في اعماقه” ..
و هكذا هى الحياه ايضاً نعيشها من الخارج فقط ، نستمتع بمظاهر زائله و نفقد كل يوم معانى و قيم نبيله متناسين ان جمال الحياه الحقيقى فى أعماقها و فى جوهرها ، صحيح الرحله إلى الأعماق تتكلف ثمن باهظ و دائماً ما تحمل الكثير من المخاطر ،لكن مكاسبها مضمونة الأرباح و نتائجها تخبرنا فيما بعد انها كانت فعلاً تستحق المغامره.
لماذا نُصر ان نعيش الحياه دائماً من على الشاطئ؟!..و لما لا نجرب ان نكتشفها من الأعماق؟!.. هل هو كسل..ام خوف..ام تعود..ام لا مبالاه..ام جهل منا بمعرفة بواطن الأمور؟! .. دائماً ما تبهرنا المظاهر و تسرق اعجابنا ،عادات و مواريث قبيحه تعلمناها جعلتنا نأخذ الكتاب من عنوانه و من جمال غلافه دون ان نطّلع عليه او حتى نقرأ و لو سطر واحد منه ، حتى الأشخاص نقيمهم من نوع ملابسهم و هواتفهم و سياراتهم الفارهه و بُناءاً عليه نمنحهم ثقتنا و غالباً نجعلهم يستحوذون على قلوبنا، لكن لو دققنا قليلاً و أمعنا النظر و تعمقنا داخلهم لوجدناهم تافهين كغثاء السيل لا فائده من وجودهم ولا يُرجى منهم منفعه ، و عندما تنال الصدمه ما تناله منا نعود فنصدر أحكاماً جزافيه على كل من يقابلنا بعد ذلك نحملهم أخطاء لم يرتكبوها فى الأصل متناسين ان لا ناقة لهم و لا جمل، و ان الخطأ الأكبر كان فينا نحن منذ البدايه متمثلاً فى عدم وعينا وسوء تقديرنا و سعينا الأبدى خلف مظاهر خادعه.
كل يوم جديد هو بدايه لحياه جديده يحمل إلينا أخباراً جديده و وجوه جديده ، الحياه جميله خلقها الله لنا لكى نستمتع بها ، كن جميلاً تري الوجود جميلا.. اجعل قلبك عامراً بالحُب.. بحُب نور الشمس.. و الورود.. و البحر ..و السماء الصافيه ..و الطيور ..بابتسامة شيخ ..بضحكة طفل ، استنشق عبير الصباح و املأ به صدرك ، انعم بهدوء الليل اجلس و تسامر مع ضياء القمر و دع خيالك يأخذك و يسافر إلى أحلام سعيده ، فلا توجد حياه بدون مخاطر ولا توجد ابواب مغلقه دائماً لكن هناك من يئس ولم يحاول فتحها ، ملايين من البشر يقضون ايامهم و هم يشاهدون الحياه من على الشاطئ، فقط هم أتوا و سيرحلوا دون ان يقدموا شيئاً يُذكر لهم فى هذه الحياه ، حاول ألا تكون معهم فأبواب الحياه لها مفاتيح عديده لكن تحتاج إلى من يكتشفها.
-
محمود حافظحياتي هي مملكتي لن أجبر احد على دخولها أو الخروج منها، و لكن استطيع ان أجبر من يدخلها ان يحترم قوانينها