المغاربة مدوخين غير تيلعبوا
(على هامش حملة المقاطعة بالمغرب 2018)
نشر في 27 أبريل 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
وزير الفلاحة ووزير المالية كانا محقين عندما وصفوا المغاربة بالمدوخين غير تيلعبوا، وإلا فما معنى مقاطعة منتوج في حين الكل يتهافت عليه عندما تم توزيعه مجانا، أو عندما تم بيعه بسعر التخفيض، أليس هذا هو اللعب بعينه. ونعم المغاربة مدوخين، لأن جهاز الأمن لم يكن باستطاعته التدخل لما كانت الحملة سلمية، والآن تم اجهاضها عندما أصبح المدوخين يجبرون التجار بالقوة على عدم شرائهم للمنتوج المستهدف وبيعه، فإن المصالح الأمنية أصبحت مجبرة بقوة القانون بالتدخل وقمع المدوخين الذين يثيرون الفوضى، وطبعا بما أننا نتحدث عن الفوضى فحدث ولا حرج، فكل مقاطع متهم إلى أن تظهر براءته، نعم إنها الفوضى في غياب تأطير لحملة المقاطعة، وصمت مطبق من طرف الحكومة على مطالب المواطنين، وكأن الأمر يحدث في بلاد غير المغرب فالأمر لا يعنيهم.
لكن هذا الصمت هو صمت العقلاء، فهم يعرفون جيدا أننا نلعب، وعندما نتعب من اللعب سنصمت بدورنا، لأننا غير متفقين فيما بيننا، فالراجلين ومن يشربون الشاي وماء الصنبور فقط لا يعتبرون أنفسهم معنيين بهذه الحملة، فإذا أضفنا المسترزقين من المنتوجات المقاطعة ممن تضرهم الحملة فهذا يشكل انقسام داخل صفوف المستهلكين المغاربة، مما يضعف الحملة بقوة، فالمسألة مسألة وقت قبل أن تخمد نيرانها. نعم صحيح أن ثمن المنتوجات لن ينخفض حتى لو نجحت الحملة، لكن هذا سيجعلهم يفكرون قبل الزيادة في أسعار المنتوجات نظرا لمقولة: (يا لي طامع في الزيادة رد بالك من النقصان).
-
كريمكناس79مدرس ومؤلف