لمسة ....و كفى ... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لمسة ....و كفى ...

  نشر في 26 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

عندما تعود بنا الذاكرة إلى القصص الحق عن طريقة بزوغ فجر الإسلام و ما اتسم به أهله آن ذاك، و الدروس القيمة التي يمكن أن تعتمدها الأسرة في حياتها اليومية و الاجتماعية ككل، و الأهم ما عاناه النبي صلى الله عليه و سلم و من معه من المسلمين لتبليغنا الرسالة المحمدية الخالدة بأنجع الطرق.

فهجرة الرسول صلى الله عليه و سلم كما قال الأستاذ الدكتور خالد النجار:" ... إعلانٌ تاريخيٌّ بأنَّ العقيدةَ هي أغْلَى ما تملِك هذه الأمَّةُ المحمديَّة، و هي مصدرُ عزِّها و رُشدِها، و مُنطلقُها في الأمرِ كلِّه، و التفريطُ فيها هو الذي أوقعها في فخِّ المِحن و الإحن، و التاريخُ خيرُ شاهد، و فيه عِبرةٌ لمَن يعتبر".

فالهجرة تغييرٌ و تعديلٌ لأوضاعٍ خاطئةٍ، و حياةٍ راكدة، إنَّها هجرةُ المسلم بقلبِه من محبَّة غيرِ الله إلى محبَّتِه، و مِن عبودية غيرِه إلى عبوديتِه، و مِن خوفِ غيرِه و رجائِه و التوكُّلِ عليه إلى خوفِ الله و رجائِه و التوكلِ عليه، و مِن الدعاءِ لغيرِه و سؤاله و الخضوع له و الإخبات إليه، و الذلِّ و الاستكانة له، إلى دُعائِه و سؤالِه عز و جل و هذا معنى قولِه تعالى: ((فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ))الذاريات: 50.

فالعقيدةُ إذن هي أشرفُ مبتغًى، و أسْمى ما رسَّخه المصطفى -صلوات ربي و سلامه عليه-، فدونها تهون الأوطان، و الأحبابُ و الخِلاَّن، و الأموال و سائر ما تَحرِص عليه نفس الإنسان، فحاجة العباد إليها، فوق كل حاجة، و ضرورتهم إليها فوق كل ضرورةً؛ لأنَّه لا حياةَ للقلوب و لا نعيمَ و لا طُمأنينةَ إلا بأن تَعرِف ربَّها، و معبودَها، و فاطرَها بأسمائِه و صِفاته و أفعالِه، و يكون مع ذلك كلِّه أحبَّ إليها ممَّا سواه، و يكون سعيُها فيما يُقرِّبها إليه دون غيرِه مِن سائرِ خلقه.

و لهذا أصبح لزاما علينا أن نفقّه أنفسنا، و من حولنا و أسرنا و أولادنا، و نتشبث بهذه السيرة العطرة، بما يجعلها سراجا منيرا لحياتنا اليومية، فعندما تكون الأم أو الأب، أو الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى، قدوة لأولادهم أو إخوانهم، يكون من اليسير أن يتأثر بهم الأبناء و يصغون إلى الكلام و النصح الموجه لهم.

إن توعية طفل اليوم أصبحت لزاما على الوالدين، لأنك إن لم تأخذه أنت إلى شاطئك، أخذه غيرك إلى الشاطئ الآخر، فلا بد لنا من التفرغ الجدي لهذه القضية، و اعتماد الحوار الهادئ معهم، حتى يكون هناك بناء جادا لجسور التواصل بينك و بين أطفالك، و حتى تشكل مضامين محاوراتك معهم المرجع الذي يعودون إليه لحسم ما يعرض لهم من مشكلات، و تقرير ما يتخذونه من مواقف.

و ينبغي أن نذكر أننا فانون و لسنا بخالدين، و لن ندوم لأبنائنا، كي نقدم لهم النصح و التوجيه عند الحاجة، إذا ما حزبهم أمر، أو ألمت بهم ملمة، فمن واجبنا أن نحسن تهيئتهم و إعدادهم لذلك اليوم، و لا أصلح لذلك من تكوينهم عقائديا، و تنشئتهم على الأخلاق الفاضلة الكريمة، فإن ذلك هو الذي يضع بين أيديهم أقوى سلاح و أمضاه، لمواجهة ما قد تفاجئهم به الحياة من بعدنا، و ذلك هو الذخر الذي ينفعهم أكثر من المال المودع في البنوك، أو الفيلات الباهرة، و السيارات الفاخرة، حيث أن صلاح دينهم يحفظهم من الضلال، و حسن أخلاقهم يسخر لهم قلوب الرجال، و ذلك يضمن لهم سعادة الدارين و ذلك ما يتمناه و يرجوه كل عاقل فيما أحسب و أعتقد...


  • 1

  • أمال السائحي
    لقد صدق من قال "ان القلم أمانة" لنحيي به الفضائل، ونميت به الرذائل، ونغرس مبادئ الحق، والخير، والجمال...
   نشر في 26 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

,,, ليس لي ان اقول شيئا فقد سرني جدا ما قراْت و اتمنى ان ينتفع به الاخرين ,,, من خلال تجربتي بالحياة و خبرتي فيها , كم بودي ان اعرف كيف يعيش هوْلاء القوم امثالكي سيدتي , فكل ما يكتبون هو ما نتمنى العيش فيه و الحصول عليه , حقا اني اعتبر هوْلاء هم القدوة الحسنة ليس لامتنا فقط بل و العالمين كذلك , اتمنى لكي التوفيق و دمتي بخير , تقبلي تحياتي مع الود
1
أمال السائحي
شكرا لكم استاذا الفاضل اسماعيل ...أؤكد لك اننا لا نعتبر انفسنا قدوة ولكن نحاول بكل السبل ان نترك بصمة ..لأطفالنا ...لمن حولنا .نحن كلنا بشر نخطئ ونصيب ......و حتى يكون لنا عذرا عند من لا يغفل ولا ينام ....ولعلنا نرسم لوحىة جميلة بكلماتنا التي نريد ان نطبق منها ولو الشيئ اليسير ....
اسماعيل المشهداني
,,, كفاكم تواضعا سيدتي ,,, انها حقيقة انتم لا تعتبرون انفسكم قدوة , افعالكم و اقوالكم و ما تريدون زرعه من الخير بين الناس , هو من يجعلكم كذلك ,,, ان الله سبحانه و تعالى قد خلق اناسا لقضاء حوائج اخرين , وما موقع عملكي و اختصاصكي و ما تكتبين الا اختيارا منه اليكي في هذا المكان , نفع الله بكي و بارك فيكي و لكي و عليكي و جعله في ميزان حسناتكي ,,, احتراماتي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا