السيكوباتية العقائدية ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

السيكوباتية العقائدية !

متى يقدر لجوارحنا الصيام ...!!

  نشر في 21 يونيو 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

يمكن أن نفهم بسرعة لماذا يصرّ "أفيخاي أدرعي" الناطق بلسان جيش الدفاع -الصهيوني- كل عام على مباركة رمضان و الأعياد الدينية للمسلمين، فذلك من سمات الفخاخ الكلاسيكية لنمط تفكير الصهاينة و هو أمر تجاوزناه، لكن ما يثير هو التجاوب القومي العربي مع الأمر، هناك انبهار تشتم منه "شياط" الامتنان من هذه المباركة، جزء كبير يتعامل مع الأمر أنه تزكية أو تشريف لدينه، تنتفخ أوداجه .. يفطن لهاتفه يرسل المباركة بالفايسبوك و التويتر و الواتساب .. بشكل يجعلني أستعير عبارة "كونان" حين يعلّق مشمئزّا : "يا حبيبي!!"

و عموما إن أشحنا وجهنا عن حقيقة أن جزء مهما من المسلمين يعني لهم الكثير اعتراف الغرب أو الآخر كيفما كان تصنيفه بدين الإسلام، سواء أدركوا ذلك أم ظل متحلّلا في لاوعيهم، فإنه لا يمكن أن نتجاوز أن واقع الجزء الأعظم منهم لا يسرّ، فالتديّن باعتبارهم أشبه بمهنة "شرطة خفر السواحل" مع فرق بسيط، أنهم يعملون بدوام كامل، من دون راتب و بعزيمة توم على ملاحقة جيري لكن من دون مزح أو متعة!

يظهر ذلك بشكل أوضح في مناسبات معيّنة، رمضان يعرّيها أكثر، يمضي الواحد منهم وقتا في تقييم الخارجين عن الدين، يُنبّئ هذا بمقعده في النار، و يتجمّع في تكتّلات لتمضية ساعات في الردّ على ميؤوس من أمرهم (عى الأقلّ من تأثرهم ممّن يتوعّدهم بالخلود في النار و تبديل جلود غير جلودهم) .. باختصار يمضي عمره في إدانة و محاسبة الآخرين، هذا يستحق التكفير و تلك تجب فيها اللعنة، ذلك دينه باطل لأنه غير سنّي و هذا صلاته باطلة لأنه يُتحّي بتحريك سبابته في وضع أفقي و هكذا، و الكل بإدانات واثقة و أسلوب فجّ و فظاظة في الدعوة (إن كان يجوز تسميتها كذلك أصلا) ..

ثمّ إنني لست سيّئة نية لكنني أؤمن كثيرا بالعمق الذي رأى فيه البلجيكي "موريس ماترلينك" الذات الإنسانية حين قال:" لا نكون مع الآخرين كما نكون لوحدنا، نحن مختلفون حتى وإن كنا معهم في الظلام"، و هذه لوحدها حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها فكيف إن مسّ الأمر الدين بمثله العليا!

لذلك لا يجب أن نتساءل عن الخلل في بلاد المسلمين و نحن نرى المساجد مملوءة و حالنا لا يسرّ، ذلك أنّ سيكولوجية المسلم هي المختلّة، فتعامل جزء كبير من المسلمين مع الشعائر الدينية أشبه بتعامل طفل مع أستاذه، مهذّب غير مشاغب بحضوره و عفريت من الجنّ في غيابه (و إن كان هذا الجيل الجديد مشاغبا في حضوره و غيابه، ما يصلح مقاربة أيضا لهؤلاء المثليين و الخليعين الذين صارووا يفاجئوننا بخرجاتهم كلّ مرة)

و تكفي فضيحة آخر إحصائيات تطبيق "Google trends" لهذا الشهر الكريم الذي عرّى الإقبال المكثف للمغاربة على المواقع الإباحية بعد الإفطار مباشرة و بالساعات السابقة لأذان الفجر!

إن عدم استيعابنا للمقاصد الكونية العظيمة من رمضان .. هو ما يجعل الكثيرين منا يظلّون اليوم كله محبوسين عن الأكل و الشّرب و ينطلقون كالمسعورين بمجرد سماع أذان المغرب لملإ أمعائهم و جيوبهم المعدية، لينطبق عليهم لاحقا تعبير أحدهم : "نصوم رمضان نهارا لنحس بمعاناة الفقير و نفطر ليلا لنحس بمعاناة الحامل" !


  • 5

   نشر في 21 يونيو 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

Tarek Ibrahim منذ 8 سنة
اعجبني كثيرا النصف الأخير من المقال موجَّه أكثر
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا