ثم إلى أين المفر ؟ ..
من شتات فكر وقلب لم يجد الخلاص ,
من بقايا لحظات ربيعية لم تشعر برونق زهورها ,
فما الجدوى من الإجابة إن كان أقصى أهدافنا أن نُحقق القصاص !
من حياة وجدت الخريف يدق أبوابها وشتاؤه القارس سيمطر على حدائقها ,
أهل هو ذنب الحياة أن تسلب منا معانيها أم هو ذنبنا الأوحد ؟
نحن , المقتول أم المُظفر ؟!
...
كيف لنا أن نُرمم ما دُمر وما على وشك التدمير ؟! ,
فهذا الليل الحزين سيستمر في ظُلمته إن كنا من داخلنا .. مُعتمين ! ,
فهل سنظل نتلقى من الحياة أوامر وقرارات وتحذير ؟! ,
أصبحنا لا نرى ضياء ولا نسمح له أن ينفذ عبر نوافذنا إن ظللنا مُغلقين أبواب الحياة وفي ذلك وجدنا أنفسنا , مُستمتعين ! ,
نفس النوافذ التي أغلقناها في وجة شمس الصباح التي تبث عاصفة من إشعاع أملها ! ,
وبلا رحمة تمادينا في تحرير طاقة اليأس العنيف حتى أخذ يعبث ,
يعبث معنا كأنه فرداً من أفراد دمائنا ونحن للغفلة أصدقائها ,
اليأس الذي وجد سعادته في إقتناص نسمات ثبات ما نحمله من إرادة التي تحللت وتنتظر البعث ! ,
وتعود أنت لتسألني إلى أين المفر ؟! ,
فهل تحسب أن المفر سنجده إن كانت خارطة طريقنا ضائعة ! ,
وإن كنا نحن أنفسنا نغدو في طريق العثور عليها ويتفنن فينا اليأس بالتخدير ! ,
...
انتظر ولا تتعجل ,
فثمة لحظات تتطلب منك أن تنظر لها بعين الجدية ,
عين الإصرار ,
عين لم تذق يوماً طعماً للغفوة وظلت للطموح وفية ,
لم تتساءل ما الجدوى من وفائي هذا أو ما هي مكامن الإستفادة ؟ ,
وهل هي فعله مُجدية ؟ ,
فقط وجدت الطموح هو شغلها الشاغل وهو لها بمثابة الإختصاص ولليأس هو الإعصار ,
انظر لدُنياك بتلك العين ولا تتعجب ,
فالحياة إن وجدت من يُعاندها فستبدأ في لحظة بالإنسحاب وإعلان الإستسلام ,
وحينها ستغدو في نظرها فارس مغوار ,
بعد أن كانت تراك مجرد تحصيل حاصل ومن هيئتك الإنسانية المُزرية أصبحت ,
مُبجل ! ,
...
هيا قم ,
قف ولا تنتظر أن ترمقك رمقة جديدة تنتفض بالسخرية على حالك ,
هي أضعف من ان تتقاذفك وتُلقيك في بحور الذل والضياع ,
فتلك النفس القوية التي تمتكلها هي رأس مالك ,
ودونها ستجد أبواق النهاية تبدأ في العزف وأنت يا مسكين تُشاهد ولا تقوى على قول الوداع ! ,
فهل تجد أن هذا الحال سيجلب لك الرخاء ؟! ,
هل تتوقع أن تخرج من هذا الصراع بخير أم مُتهالك ؟ ,
ليس في إختيارك إختيار سوى أن تُصمم على البقاء ,
فقط قف وقاوم
...