كم كان شوقنا إلى رمضان قبل حلوله، كم قطعنا من وعود لأنفسنا، و كنا نقول إن أدركني رمضان سأتصدق و سأقوم ليله و سأرتل القران آناء الليل و أوقات الفراغ.
فلما جاءنا الضيف الكريم إذا نحن على ثلاث أشكال: فمنا من صدق الله ما عاهده عليه، و منا من هو متذبذب بين الإقبال و الإدبار ومنا من استغفلته نفسه، إذ إن مردة الشياطين مصفدة، و لا يزال يمني النفس بالتوبة، حتى أزف الرحيل، رأيتنا كلنا نقلب أكفنا على ما فرطنا من فعل الخيرات.
و تالله إنا لنتحسر على كم من رمضان مضى كم ضيعنا من فرص للعتق من النار فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، إن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فقال: «آمين آمين آمين». قيل: يا رسول الله، إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين. قال: "إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين. ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما، فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين. ومن ذكرت عنده فلم يصلّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين"
فاللهم بلغنا ليلة القدر و وفقنا لقيامها ايمانا و احتسابا، اللهم بلغنا رمضان كله، و تقبله منا كاملا غير منقوص و اجعلنا من الصائمين القوامين العابدين الحامدين
آمين