اقتربوا.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اقتربوا..

  نشر في 06 أبريل 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


ذلك الشيء الذي جعلني قاسية هو نفسه ما كاد يقتلني ، لا أريد من يواسي جراحي ، فجراحي قادرة على أن تلتف حول نفسها و تبدو كأنها بخير، اريد فقط من يَصدق معي حتى النهاية ، ربما سألتم عن جراحي كيف تبدو ، تعالوا و اسألوني مجددا، سأريكم كيف تكون هي الجراح، و كيف أنها لا تصنع من المرء سوى قسوة لا تُطاق، في حين تجعله جراحه كالوحش الثائر الذي لا يرى اي حدود في الطريق يكون قد اصبح قاسي على نفسه حتى... اقتربوا قليلا مني سأريكم كيف تبدو الروح حين تأخذ اخر انفاسها، سأريكم كيف تكون و من أين تصبح سواداً لا ينتهي..

ربما موقف، فكرة ، او ذكرى تفسر من اين و كيف يصبح المرء فاقد لروحه ..او ربما شخص واحد يظهر امامك في لحظة فيكون كفيل بتفسير كل شيء .. اقتربوا قليلا من حدودي التي كانت، لأريكم كيف تحطمت مع مرور الوقت.. اقتربوا مني .. بشكل كافي، لأشرح لكم كيف يكون المرء لوحة خرساء بداخلها كل انواع الكلل و الإعياء .. لن تندهشوا صدقوني، فكل ذلك كان قد رُسم بشكل دقيق على ملامح وجهي ، ثم أنني لم اصمد ان كنتم تعتقدون ذلك.. لم اصمد اقسم.. كل ما في الأمر ان كل شيء وقع بي ..الا جسدي، لذا سأبدو غالباً بأنني قد استعدت اقدامي من المعركة و وقفت مجددا كالجبل .. و لن تندهشوا صدقوني ، فكل خطوة اخطوها يفضحها ارتجاف المسير .. خطواتي مهزوزة ، و اقدامي تسير بشكل غير متزن ..

اذا كنتم قد نسيتم كيف تكون ألحان الحب ليلاً، اقتربوا مني قليلاً.. سأريكم كيف تبدو الأوتار حزينة و مهجورة، سأقول لكم كيف تكون الألحان متألمة و دفينة ، و كيف تأنّ المعزوفة شوقاً للقمر والليل وكل ما يليق بها من مشاعر مختبئة، البشر لا يجيدون الإحساس بتلك الأشياء الجميلة، يجيدون الكذب كثيرا و الهرب من كل ما قد يسعدهم و لو للحظة ، سيقولون بأن تلك المشاعر الجميلة تنتقص من كبريائهم اللعين ، يعيشون طويلاً و يُدفَنون بالتراب وهم يلتفون بذلك الكبرياء كَكفنٍ متعفن، عن ماذا تسألون أنتم .. هل تُنسيكم انجازاتكم العظيمة في الحياة كيف يكون الإنسان ؟! ... هل ينسيكم الغرور ذلك الطفل البريء بداخلكم فتحرموه حتى من أبسط حقوقه، هل لا تلهوا انتم ببعض من الفراشات و الطيور .. ببعض من اشعة الشمس التي تحرر كل روح من البرد ؟ ... هل لا تصمتوا انتم قليلا حين تلامس نسمات الليل الهادئة شيء من مشاعركم المنسية .. هل لا تسمحوا لها بالاستيقاظ والتعبير عن نفسها بشكل عفوي ولو مرة ؟ .. هل تفعلون كل هذا لأنفكسم فقط كي تبقوا بتلك الصورة الناصعة ..التي لن تخلد حتى ..؟؟!

اقتربوا هكذا قليلاً مني .. لأريكم كيف ابدو من الجانب الآخر .. كيف اكون و انا بعيدة عن الناس و زيف مشاعرها .. كيف أكون منصتة تماما لصمت الليل الذي يصنع بركان بداخلي .. و كيف هكذا اتواضع و انحني شوقاً امام مشاعري الاصيلة .. التي لا انتظر الحكم عليها من الآخرين ، اقتربوا لتعلموا كيف يكونون الأحيآء أحيآء ، و كيف تنسلخون من ثياب الأموات التي ترتدونها بشكل يومي اعتقاداً بأنكم تبدون أقوياء .... سخافة الحياة المزيفة شيء كهذا ... !

بقيتُ هكذا في المنتصف المميت ، اريد الشعور و لا اريد الشعور .. كنت اظن بأنني استطيع البقاء كالجليد ، استطيع التوقف عن التعبير و حتى الشعور .. ظننت بأنه ربما تكون هذه هي الراحة ، حاولت كثيرا الثبات على تلك المشاعر المُجنَّدة و كأنني دائما مستعدة للحرب ، ثم ادركت أنني استطيع الكذب على الكون بأكمله الا على نفسي .. لم استطع ، كان كل شيء بتلك السهولة ، استطاع القليل من الليل و سكونه ان يذيب ذلك الجليد بدآخلي ، كانت القليل من النجوم قادرة على تذكيري بأنني كاذبة.. بأنني مآزلت اشعر .. بأنني لن افقد احساسي مهما حاولت ، القليل من السُحب المهاجرة بتلك الليلة كانت باستطاعتها أن تحتضن كل جرح بداخلي .. تأكدت حينها أن الامر سهل الى تلك الدرجة ، تحولت من شيء لا يشعر الى فتاة صغيرة تبكي كل ما بداخلها .. حيث اصابتها فجأة غصة الألم تلك في منتصف ضحكتها الكاذبة .. لتجد نفسها تبكي بعمق و كأن كل ما كانت تدفنه من مشاعر استيقظ كالأسير الذي يرفض أن يفقد الحياة .. وجدت هذا هكذا 


  • 1

  • Mais Soulias
    الكتابة ليست مجرد ورقة وقلم , إنما حوار بين الإحساس والصمت ، أكتب لأنني أشعر، لأنني.. أريد أن أحيا لا أن أنجو❤
   نشر في 06 أبريل 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا