بلا أدنى شك إنّ الحديث الوارد عن غيبة الامام المنتظر المهدي(صلوات الله عليه) لم يكن وليد اللحظة أوسابقة لا نظير لها، كون أن الكتاب العزيز، والتأريخ من روايات وأحاديث قد حدّثتنا عن غيبة جملة من أنبياء الله تعالى ، وقد يرد تساؤل من بعض المشككين قولهم بأن الأئمة (عليهم السلام) في زمن بني امية وبني العباس مع كثرة الظلم والجور والتشريد والتطريد الذي مورس بحقهم إلا إنهم لم يغيبوا ،فيا ترى ماهو السر في غياب الإمام المهدي؟!!..
وجوابنا على هذه الشبهة نقول إن المصلحة كانت لهم وللرعية في الظهور، ومصلحة الإمام المهدي (عليه السلام) وهذه الرعية في الغيبة، والله ورسوله والامام أعلم بالمصالح، ولا يحق لأحد الأعتراض عليها ،علمًا أن نبي الله نوح (عليه السلام) مع كثرة الأعداء فأنه لم يغب، لان مصلحته كانت في الظهور، وكذلك نبي الله إدريس كان غائباً عن الأعداء برهة في الأرض وبرهة اخرى في السماء لأن المصلحة كانت في غيبته لا ظهوره، ونبي الله ابراهيم كان في البداية غائباً خائفاً، ولموسى غيبة ايضاً في أوّل الامر و أوسطه، وامر الله تعالى يحيى وزكريا بالصبر على الضرب والقتل لعدم المصلحة في الغيبة، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت مصلحته في الغيبة فاستتر في الغار، فالله تعالى غير عاجز والأنبياء معصومون لا يخطأون لكن مصلحة كل زمان وكل نبي تختلف ، فلابد من قياس امر الأئمة على الانبياء (عليهم السلام) ..
وأما في غيبة نبي الله عيسى (عليه السلام) حيث ذكر سماحة السيد الأستاذ المحقق الصرخي الحسني (دام ظله) في محاضرته الرابعة من (بحث الدولة المارقة ) قائلا فيه : ان الله تعالى ذكر في كتابه العزيز :
( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،فيا أيها التيمية هل هذا قرآن أم خرافة،هذا قرآن أم خزعبلات ،هذا قرآن أم أسطورة توراتية إسرائيلية؟!!
نعم إنّه قرآن وفيه كلام الله فقد غاب عيسى (عليه السلام)، رُفع عيسى عليه السلام، لم يقتل عيسى عليه السلام، شُبّه لهم بشخص يشبه عيسى عليه السلام، قتلوا شبيه عيسى عليه السلام، لم يقتلوا عيسى غاب عيسى رفعه الله، أين غاب؟ في السرداب، في الغار، على السطح، في بئر، على جبل، تحت الماء، في بطن الحوت، لا مشكلة ولا معضلة ولا تأثير في الموضع الذي يتحقّق أو تتحقّق فيه الغيبة. إذًا عيسى سبق المهدي عليه السلام في الغيبة ..
انتهى كلام الأستاذ..!!
إذن فالنتيجة من هذا القول هو الرد على هذه الشبهات التي رسخها التيمية في أذهان البعض لذلك فأن من يقول بإنكار غيبة الإمام المهدي ( عليه السلام) يلزمه إنكار وعدم الإيمان بغيبة الانبياء (عليهم السلام) كذلك، لأنه هذا وعد الله عليهم وهو العارف بالمصلحة جلت قدرته .