التكنولوچيا، ذلك الاختراع العظيم الذي أنتقدته مراراً و سأظل أنتقدته تكراراً. فكيف للإنسان أن يُحب الديناميت؟! فالتكنولوچيا سلاح ذو حدين مثلها كمثل الديناميت الذي اخترعه "نوبل" ليستفيد منه الإنسان و الذي حوله الإنسان بشره إلي سلاح مُدمر.
و ظل الإنسان يُخرب كل اختراع في مصلحته و يُحوله إلي اختراع مُدمر.
و من الاختراعات التكنولوچية الحديثة، مواقع التواصل الاجتماعي "السوشال ميديا". كان الهدف الأساسي من إنشاءها هو إتصال العالم ببعضه البعض، و تكوين الصدقات، و التواصل مع الأهل و الأصدقاء في الخارج، و اكتساب المعلومات و الخبرات و الثقافات الجديدة.
و لكن الإنسان كعادته بدأ يستخدمها استخدام خاطئ و مُضر، و لم يكتفي بذلك بل لغيّ الإنسان عقله و جعل "السوشال ميديا" تتحكم به و تتحكم بحياتنا جميعاً.
و هذا ما نراه الآن؛ فالأخبار التليفزيونية مبنية على ما يتم تداوله على "السوشال ميديا" و النجوم و المشاهير الذين يتم استضافتهم لابد و أن يكونوا "مشاهير السوشال ميديا"...إلخ.
فأصبح كل ما يهم العالم و الرأي العام هو أحاديث "السوشال ميديا" و ما يجري عليها، و لم ينتبه الإنسان لأرض الواقع بل فضل الحياة الإفتراضية.
لقد سلم الإنسان عقله للسوشال ميديا دون مقاومة! العقل البشري الذي تميز به البشر عن باقي الكائنات الحية.
لقد فضل الإنسان الحياة السهلة البسيطة عن الحياة التي تتطلب مجهوداً أكبر؛ ففضل "السوشال ميديا" و ما يُسمى ب"الترند" على حساب البحث و القراءة و الإعداد.
لقد أصبح العقل البشري آلة توظفه و توجهه "السوشال ميديا" بدلاً من أن يتحكم هو بها. و الكارثة تكمن في أن الإنسان لا يُدرك خطورة أفعاله و لا يُدرك خطورة إلغاء عقله و استخدام عقل إلكتروني محدود القدرات.
و بدلاً من أن يُطور الإنسان من الاختراعات التكنولوچية و من مواقع التواصل الاجتماعي-التي كانت من اختراعه في البداية-جعلها تستولى على عقله و تلغيه و تُعيق تقدمه و تتطوره.
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية