تحت ضوء الشمعة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تحت ضوء الشمعة

سميرة بيطام

  نشر في 23 يناير 2022 .

جلست في رفقة الظلام أتوجس بعض الكلام و أتنفس بعض الهواء في حذر..لازمتني في وحدتي بنورها ملتهبة نحوي في سمك النار مزيج من العنوان، لم أتلق بعد منها الضوء الكافي لأستنير في قربها أو أستنفر من دنوها، كان الحسم في بدايته قرب و اضاءة و لكني انتبهت لميل النور منها مواساة.

كم كانت وحشة الليالي صادقة و انا أنقش الحرف بصعوبة علني أوصل ما في قلبي من مشاعر و أحاسيس أفضفض بها على تكالب قوى الشر تزحف للأمل زحفا تريد وأده و تأبى الشمعة الا أن يبقى موهجا لامعا ببريق الفرج ، بلا شفق على ايام خوالي رسمت الشمعة بحلتها احلى قطرات الدفء فانتفض القلم يمازح فيها الضوء و خرافة الكلام ،لم يكن للشمعة النور الكافي لتضيء كل المكان لكنها اضاءت كفاية ذاك البرج العالي من الاحترام لصمتي ،العجب أن كم الأصدقاء لم يساووا في بعدهم حضور شمعة منفردة بنور الصدق منها ، وكأن الآدمية تبخل على أن تستمتع بانصاف الحق الضائع لصاحبه توهما أن الألم لا يوجع الا صاحبه و في تداول الأيام رزنامة منتظمة للابتلاء والمحن ،اعقلها يا قلمي و اكتبها بصريح العبارة ان ما كان تحت ضوء الشمعة كان مسرحية من حياة نسجت لي براهين جديدة ان الحياة تستمر رغم آلامها ووحدانية قرار الفرار الى حيث السكينة و الهدوء حتى لو لم يتم استرجاع الحق الضائع .

انه الكم الهائل لضوء الشمعة التي استأنست بشعاع نورها الثابت و في دموعها مزيد من لهيب النور في ظلام دامس يوحي أن كل شيء منته بانتهاء حضور الانسان لأخيه الانسان ، هو العجب في عالم البشر و لا أستغرب هذا التغير و التحول المفاجىء حيال الأزمات ، فكل شيء سيبدو عاديا مع مرور الوقت .

و يحدث ان تنتهي الحكاية تحت ضوء الشمعة بدل أن تنتهي تحت مصابيح البشر الواهية التي توهمنا في كل مناسبة انها تساعدنا لنرى الدرب أكثر اشراقا ووضوحا رغم العراقيل ،تلك هي أكبر كذبة صدقتها في حياتي فلم يبقى من اسم الصداقة الا حروفها فالكل ارتحل الا شمعة وفية بضوئها أبت الا ان تنير لي أسطر الصفحات لأكتب خاطرتي دون ان أنسى أن أشكر شمعة أدت واجبها كاملا في وقت غابى فيها المنيرون والمستنيرون عمدا حتى لا يقال لهم يوما ما أنهم كانوا حاضرين على أسطورة عذاب أكيد هو منقض وزائل لكن العيب لديهم أن يبقوا شهودا على الحادث وهم يفضلون أن يلعبوا دور البطولة و ربما تحت ضوء الشمعة التي أعجبتهم فجأة حين استكنت لنورها ولم أبدي انزعاجا لرحيل أحد .



   نشر في 23 يناير 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا