فتح المساجد في المغرب : ضرورة ملحة أم إنقاذ لأرواح الناس.
بين القرآن والسنة والمذهب المالكي والإجماع
نشر في 21 يونيو 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
الدين الإسلامي أولى الكيانات التي حثت على النظافة منذ 14 قرنا، ولا شك أن العالم حاليا مؤمن أن النظافة ضرورية في ظل تفاقم أزمة فيروس كورونا، وما دمنا نتحدث عن الإسلام والوضع الراهن فلا نمر مرور الكرام على قضية المساجد والجدل المختلق بين فتحها وإغلاقها واستفسار البعض عن السبب الذي دفع الدولة إلى فتح الحمامات والمقاهي وعدم فتح المساجد، ولنحاول إيضاح الصورة أكثر سنعتمد على 3 مراجع كالتالي : أولا، الدين الإسلامي قبل 14 قرنا (القرآن والسنة)، ثانيا رأي المذهب المالكي المتبع في المغرب، وأخيرا وجهة نظر رابطة علماء المسلمين التي يترأسها المغربي أحمد الريسوني الفقيه والعالم.
الاسلام اول الديانات الداعية إلى النظافة والتطيب، وفي ظل القران والسنة النبوية لا توجد صلاة شرعية بتباعد بين المصلين بدليل شرعي أو حديث نبوي، حيث أن الصلاة الجماعية المشروعة تحتم على المصلين الوقوف جنبا إلى جنب مع سد الفرج بينهم حسب السنة النبوية، وإذا كانت المساجد ستفتح فمن الضروري الصلاة جنبا الى جنب، وهذا ما سيزيد الطين بلة وتكثر الحالات المصابة بالفيروس ويسهل انتشار العدوى، أما نظر المذهب المالكي فلا يختلف بتاتا عن السنة والقرآن، فهو أيضا يركز على أنه لا توجد صلاة جماعية شرعية بتباعد اجتماعي، حيث أن الصلاة في المساجد تحتم الوقوف جنبا الى جنب مع سد الفرج والتقاء أرجل المصلين، وهذا ما لن يتحقق في حالة فتح المساجد خلال هذه الأزمة، أما الوجهة الأخيرة لرابطة علماء المسلمين فهي أيضا لا تختلف عن الدين والسنة وإن كان هناك علماء يدعون إلى الصلاة داخل المساجد بتباعد اجتماعي إلا أن رابطة علماء المسلمين في العالم برئاسة المغربي أحمد الريسوني تؤكد على ضرورية التقاء أرجل المصلين وأنه لا توجد صلاة جماعية شرعية إسلامية داخل المساجد بالتباعد الاجتماعي وإن كان المسلمون يريدون الصلاة في المساجد فإن أمر الله يقضي بالصبر واحتساب الأجر في بيوت المؤمنين، وإن كانت المقاهي والحمامات ستفتح فستكون أمور النظافة والسلامة متوفرة والتباعد الاجتماعي محقق، ولن تكون هناك حاجة للجلوس جنبا إلى جنب مثل المساجد التي لا توجد فيها صلاة شرعية جماعية متباعدة.
-
عبدالصبورهاوي للقراءة ومولع بكتابتها