العمر يمر كالحلم السريع ،الذى يمر أسرع ما يكون،فنحن نشعر بالحلم وكأنة مر في مدة لا تتجاوز عدة دقائق في مشاهد متلاحقة ،بل فى مشهد واحد ،لتستيقظ وتجد أن هذه المشاهد السريعة التى لا تتجاوز عدة دقائق هى فى الواقع عدة ساعات قد تصل لسبع ساعات أو تتجاوزها .
الأنسان في لحظة من لحظات حياته يشعر وكأن ما لديه من نعم مستمر أبد الدهر ،يشعر بين لحظة وأخرى وكأن الحياة هى شاشة عرض ،ليشاهدها وهو مستريح على أريكتة الوثيرة ،ليشاهد القدر وهو يمارس سطوتة على البشر ،وكأن القدر ونفحاتة الحارة لا يطالة ،ليجد الإنسان نفسه تمارس عليه سطوة القدر ،وليشعر فى قرارة نفسه أن هذا ما هو إلا كابوس لا أكثر سيزول مع أول شعاع للصبح.
لكن الكابوس لا يتلاشى كما يصور الأنسان
لنفسه ،فهذا هو الواقع الذى لا يتقبلة الإنسان سريعاً،ويحاول أن يقنع نفسة بأنه في حلم سريع الزوال.
ولكن هيهات فلن تعود الاموات ،ولن يلج الجمل في سم الخياط،فالدنيا كالبحر الهادر الذى تتقذفنا أمواجه التى تهدأ بين الحين والآخر ،وتثور في معظم الأحيان ،ولن يبقى لنا أمل إلا أن نلتقط أنفاسنا ،لنتذود بهذه الأنفاس في وقت الثورة والألم.
.