مساحة الضوء؛ والوصفة السهلة . مايو 2011 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مساحة الضوء؛ والوصفة السهلة . مايو 2011

مايو 2011

  نشر في 20 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

 بالطبع هي وصفة سهلة كما قال الراحل صلاح جاهين، بالإضافة إلى أنها أكيدة المفعول في مثل هذه الظروف التي نعيشها من حالة التردي والمطالب الفئوية والشخصية التي من الممكن، أن تتعارض مع المشروع العام ؛ بل وأيضا تتعارض مع اللافتة التي يرفعها أصحاب المطالب أنفسهم.

وإذا حددنا الحديث في مجال المسرح فقط ؛ فكل ما عليك أن تذهب إلى المركز الثقافي لسفارة ما ، وبيدك سيرة ذاتية لا يهم كثيرا أن تكون مضروبة أو صحيحة ؛ ويا حبذا لو كانت سفارة بلد من البلدان التي ( يدها فرطة ) في هذا الأمر ، وتخبرهم انك تريد أن تقدم ثقافتهم للشعب المصري ، وكيف هي ثقافة جيدة ومتواكبة مع العصر والمجتمع والناس ، وكل هذا من خلال عرض مسرحي تقوم أنت بإخراجه طبقا للسيرة الذاتية إياها .

وبما أننا نسير على طريق الوصفات السهلة ؛ فهناك نوع من الفنون يضعه البعض في مصاف المسرح ألا وهو المونو دراما ، ودعك من أن المونودراما هذه لا تزدهر في مكان ما إلا لو كان هذا هو الدليل القاطع على تردي المسرح في هذا المكان _ ولعل هذا السبب في شيوع هذا النوع عندنا ؛ بل وهناك البعض قد أقاموا له المهرجانات !_ فهي أي المونودراما تفتقر أساسا إلى الصراع الذي هو لب العملية الدرامية ؛ و مهما بذل في كتابتها من جهد فهي لا تستطيع أن تقدم هذا الصراع بل من الممكن أن تقدمه لنا من وجهة نظر واحدة ، أي باختصار تسرده علينا . ودعك أيضا أن هذا النوع يضفي يعضا من تضخم الذات بالنسبة للمثل القائم به و.. و... الخ ، فكل هذا لا يهم . وربما من تصدى لهذا الفعل لا يدركه أصلا ؛ وإنما كل ما يعلمه هو أن تحريك واحد على خشبة المسرح أسهل بكثير من تحريك اثنان أو أكثر ؛ كما أن وقت هذا الفعل عادة ما يكون في حوالي النصف ساعة أو أقل ويا بخت من زار وخف ، والأكثر أهمية ربما أن يكون ما ننفقه على تجهيز هذا الممثل أقل طبعا من الإنفاق على فرقة بكاملها ؛ وعلى هذا فإن المنحة المقدمة من المركز أو السفارة لن تصرف على أمور بلا طائل.

المهم أن ما أطلقوا عليه ( مسرحية مساحة الضوء) التي عرضت على مسرح ساحة روابط ؛ كما هو مذكور في لافتاتها أنها أنتجت بناء على منحة يا بانية والبامفلت نفسح يحمل اسم مؤسسة اليابان بالقاهرة بالإضافة لساحة روابط ؛ ويقول البامفلت أن العرض هو مونودراما تمثلها عبير علي ، عن مجموعة الأديبة اليابانية تسو شيما يو قوو.

وخذ عندك الاقتباس والإعداد قام به إسامة الهواري وإسلام سلامة!! أي والله الاثنان معا ؛ فالمجموعة لها مترجم هو الدكتور احمد فتحي ، كما أن التي صممت التعبير الحركي هي بوسي الهواري!؟ بالإضافة إلى أن مساعد المخرج هو محمد الهواري!! . صحيح انه لم تكن هناك أي حركة أساسا حتى يكون هناك من قام بتصميم التعبير الحركي إلا إذا لو اعتبرنا أن المحاول الفاشلة للممثلة في الرقص هي عم التصميم هذا . لا والله مازال هناك الكثير ، ففي عرض كانت مدته كلها أقل من النصف ساعة بكثير ، كان هناك من قام بالإعداد بالموسيقي هو مصطفى سليمان بالإضافة إلى ملحن آخر هو محمد غريب ؛ ولا تتعجب فإن الله على كل شيء قدير ،بالإضافة يا سيدي إلى أن الشاشة البيضاء التي حددت مساحة التمثيل بمتر ونصف فقط عمقا مسرحيا وجهاز تليفون لم يستخدم وصورة جهاز تشغيل شرائط قديم ، هذه الأشياء يا سيدي هي ديكور مسرحي صممه ميدو!!. وبما أنه يوجد مساعد مخرج ومصمم حركي فبالضرورة كان هناك مخرجا منفذا هو أحمد هاني ؛ كما أن منابع الإضاءة في القاعة أو الساحة تحتاج إلى من يضع لها خطة حتى تقوم كلها بالعمل معا في أغلب الأحيان مؤكدة على أن هناك إنارة عامة لا إضاءة ، وبالطبع قد كان ، ولم تمنع هذه المنابع من أن يكون لها أهميتها ؛ لذا فإن من وضع الخطة لأن تنير كل هذه المنابع معا كان هو محمد الماموني ، وبالطبع مخرج فقط؛ هو شريف حمدي.

مع أن كل ما رأيناه أمامنا لا يستوجب هذا الكم ولا هذه التوصيفات فالحركة المسرحية عبارة عن حركة الممثلة لليسار واليمين ثم محاولات الدخول في علاقة مع الجمهور في الصالة لا أكثر ولا اقل . ومن الواجب أن نقول أن (عبير علي) هي ممثلة جيدة وعلها تكون الحسنة الوحيدة فهي استطاعت بصوتها وأدائها الواثق أن تجذب الجمهور إلى ما يقدم ؛ وأيضا عله من الواجب أن نقول أننا شعرنا أن كل هذه الحركة المسرحية ربما هي مجرد اجتهاد شخصي من الممثلة ؛ فالحركة ليس ما يحكمها ولا دال ولا دافع ، وإنما الحركة في المكان فقط هي الدافع الأساسي ،وألا يكون السرد من الوضع واقفا أو جالسا ؛ مع أنه لو حدث هذا ما تغير شيء في الرسالة التي يقولها العرض ؛ والتي تحكي عن قضية امرأة هجرها زوجها هي وطفلتها ؛ وتكتشف أن هذا الهجر لأنه كانت له عشيقة ؛ ثم هجرته العشيقة بدورها × وهنا تقرر هذه الزوجة مع أنها في احتياج لوجود الرجل وأنها مازالت تحب هذا الزوج ، إلا أنها لن تعود إليه حتى لو جاء إليها يطلب هذا. ولم ينس المقتبس ومعه المعد أن يضيفا بعضا من اللحظات الباسمة كمراقبة الزوجة لجيرانها أو الحديث عن الزملاء في العمل ، مع أن هذه الإضافات لا تخلق هذا النوع من المرأة التي تكون عليه في النهاية. كما انه كانت هناك محاولات لكسر الملل من هذا الصوت الواحد الدائم في العرض فكانت هناك إضافات لمناطق تقوم فيه الممثلة بتشخيص غيرها والرد عليه ؛ في محاولة غير جيدة للخروج من أسر المونودراما إلى مسرحية أو عرض الممثل الواحد؟

طبعا لا يظن أحد أن الحسنة الوحيدة كانت هي الممثلة فقط ولكن كان هناك أيضا هذا الكم الهائل من الفتيات اليابانيات اللاتي يتحدثن العربية بصورة أفضل من الكثير من المصريين خاصة الذين يدعون الثقافة والفن.

مجدي الحمزاوي



   نشر في 20 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا