النضال الفلسطيني في الهارج 2/2
دحلان وعزمي بشاره ووسيم يوسف
نشر في 13 يوليوز 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ويستمر نضال الفلسطينيين في الهارج عبر معركة " مع " " وضد" من خلال المخططين الإستراتيجيين الذين أصبحت قرارات بعض الدول ترتبط بهم شخصياً كما هو الحال مع عزمي بشاره " خالد بن يحيى البرمكي" في قطر ومحمد دحلان الصدر الأعظم في الأمارات!.
عزمي بشاره المستشار " الإستراتيحي"
لم تسقط نقطة الجيم " كيبووردياً" ولكن عزمي بشاره حين تنتهي الأزمة الخليجية سيتحول من التحليل الإستراتيجي إلى "الإستراتيحي" أي أنه سيرتاح من عناء العصف الذهني حين ينتقل من الإستراتيجية إلى الإستراتيحية والإكتفاء بالحديث في الإستراحات والكافيهات .
عزمي بشاره المسيحي المتأسلم المناضل الفلسطيني العروبي الأشتراكي التقدمي البرلماني الأسرائيلي والمستشار الأستراتيجي القطري حالياً وخبير توجيه ثورات الربيع العربي جمع كل المتناقضات في سيرته الذاتية، فلا هو قومي مادام إسرائيلياً، ولن يكون يسارياً مادام أصبح من أهل رؤوس الأموال، ولم يعد برلمانياً وقد أصبح خارج الكنيست ولم يعد خبيراً موثوقاً للربيع العربي الذي أصبح في حالة يرثى لها بفعل ثورة دحلان المضادة ، ولم يعد أستراتيجياً وقد وضع قطر تحت الحصار! والحقيقة الوحيدة لعزمي بشاره أنه بقي " أسرائيلي الجنسية" ! وهذا شرفٌ لن ينافسه عليه أحد.
وإذا كان موقف عزمي بشاره من الصهاينة يشابه موقف غطفان من بني قريضة فهذا شيءٌ طبيعي، ولكن الأخطر هو موقف منافقي المدينة من اليهود حيث التعاون الإستراتيجي الخفي، وهذا مايمثله محمد دحلان قائد الإنكشارية العربية المعاصرة في بلاط الإمارات!
محمد دحلان " قائد الإنكشارية المضادة"
هذا المناضل " الهارجي" هو المتهم الأول ف قضية مقتل ياسر عرفات . دحلان أضحى خصماً منافساً لعباس الأقرب للنسخة الصهيونية، والذي تم تطرده من غزه حيث العداء التاريخي بينه وبين حماس ذلك العداء الذي يرجع إلى فترة تولي دحلان جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، ذلك الجهاز الذي أجاد وصفه الأسير الفلسطيني والمناضل الحقيقي عبدالله غالب البرغوثي صاحب كتاب مهندس على الطريق حين قال " وأن جهاز الأمن الوقائي لا أختصاص له سوى حماية الصهاينة من المقاومين وحماية الفاسدين من الثائرين". هذا دور المناضل الهارجي دحلان وماصاحب تلك الفترة المخزية من إعتقالات وأغتيالات أُرتكبها هذا الرجل بحق الفلسطينيين إرضاءً للصهاينة وماخفي كان أعظم .
لقد أصبح دحلان يضع امام عينيه النضال ضد الفلسطينيين كي يصبح النسخة المقبولة لفلسطين مابعد عباس، ولكي يُمكّن لنفسه اقليمياً فقد أستلم ملف الثورات المضادة مثلما أستلم عزمي بشاره الثورات الشعبية ولكن كان دحلان العسكري أكثر سطوةً وحضوراً وحظوةً من التكنوقراط اليساري عزمي بشاره الذي لا يجيد سوى الحديث الحنجوري على حد تشخيص محمود السعدني رحمه الله.
فاعتماداً على أكبر امبراطورية إعلامية و عبر الأموال الطائلة و من خلال تجميع فلول الثورة المضادة أصبح محمد دحلان أقرب إلى الحاكم الفعلي في ليبيا، واللاعب الأبرز في بعض دوائر الإعلام والقرار المصرية ، بالإضافة إلى الدور الكبير والخطير الذي يلعبه في جنوب اليمن مما يجعلنا عملياً نشبهه باليهودي مردوخ أمبراطور الإعلام المعروف ولكن الفرق بين مردوخ "الغرب" ومردوخ "العرب" أن الأول صهيوني يعمل للصهاينة والثاني عربي يستعمله الصهاينة!
وسيم يوسف " المفكر الإحلامي الكبير"!
وفي الإمارات لازال هناك متسعاً لمناضلي الهارج حيث يجلس النسخة " الليبروسلفية " وسيم يوسف مفسر الأحلام الذي قفز إلى واجهة الحدث كداعية سلفي متناسياً أن الشيخ الفوزان يغلق الهاتف في وجه السائلين عن تفسير الأحلام! وقلت الفوزان لأنه "مقياس " التيار السلفي في هذه الأيام! فمن خلال الإعلام " النيو شعبوي" تخصص المناضل وسيم يوسف في تلقي التعليمات الأمنية وتحويلها إلى حلال وحرام وفسطاط خوارج وفسطاط مؤمنين وأسقط من فسطاط الكافرين أولئك الصهاينة الذين يرفرف علمهم في سماء الإمارات كإنجاز حضاري على حد " تبعير" يوسف علاونه الذي أتم جميع الشروط ومابقي عليه إلا إزالة التحفظ بأن حركة الأخوان إرهابية حينها سيأتيه الرز الإماراتي من حيث "لايكتسب"!
وعودةً لوسيم يوسف الذي لبس الرداء السلفي لتشويه صورة الدعاة السعوديين المحسوبين على الصحوة والذين تضعهم الإمارات في خانة أعدائها من الأخوان المسلمين ، فأصبح وسيم يوسف ينال منهم وكأنهم المسؤولين عن قتل مواطنه محمود المبحوح، حيث تغيب فلسطين أمام "المصاري" المنهالة على مفسر الأحلام ، كما غابت إيران التي تربض قواتها على الجزر الإماراتية التي يشاهدها وسيم يوسف من مكتب تفسير الأحلام " ليست الفارسية بل النسائية"!
والمشكلة التي قد تحدث في المستقبل ستكون بسبب دخول الفنانة الإماراتية أحلام على خط تفسير الكثير من الإشكالات السياسية والإجتماعية بل والدينية لتحقق الإكتفاء الذاتي لبلادها أمام تدخلات الشيخة إلهام شاهين التي باتت تنافس علي جمعة بعد أن كانت تنافس نبيلة عبيد !
فلو قُدر أن يكون عنوان كتاب الفنانة أحلام هو " تفسير أحلام" حينها لانعلم هل التفسيرات تحتاج إلى أحلام أم الأحلام تحتاج إلى تفسير ، في كل الحالات سوف يكون شيخ الأحلام أبن يوسف حاضراً في التفاسير، أما أحلام التي تُعد - جماهيرها- من أعظم الكوابيس فسيفسرها وسيم يوسف على إنها حلم إماراتي عظيم!
ماهو الحل؟
الحل هو وطن قومي للفلسطينيين في " إسرائيل،
النضال الفلسطيني في الهارج سببه طاقة زائدة مقابل ملعب مغلق وهذا النشاط الفلسطيني الهارجي في كل المجالات يذكرنا بحال اليهود قبل الهجرة إلى فلسطين عندما كانوا مزعجين الشعوب في أوروبا وأمريكا وروسيا حيث أرتبطت بهم الكثير من الأفكار والصراعات والمصائب ، فمثلما نادي هرتزل بوطن قومي لليهود في فلسطين " يضفهم" كي يرتاحوا ويريحوا فأنني في هذا المقال أنادي للفلسطينيين بوطن قومي في إسرائيل وأن لم يتوفر لهم وطناً قومياً بالطريقة الصهيونية فلا بأس أن يكون لهم وطن " أقعدي" بدل وطن " قومي" فلعلهم يقعدون مع الصهاينة ويتعايشون ويريحون ويستريحون!
•••••••
فاصلة هارجية،
من يربط بين سؤ بعض الفلسطينيين وبين عدالة القضية هو كمن يربط بين السيء من المسلمين وعدالة الإسلام!