عودة العصور المظلمة
هل يعيش العالم العربي العصور الوسطى؟
نشر في 23 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قرأت اليوم تغريدة تويتر للكاتب الروائي/ باولو كاويلو يقول فيها : ليبيا اليوم !!
مستعرضاً تغريدة أخرى توضح مقصد كلماته تلك، فالتغريدة الأساسية تتحدث عن قيام بعض الجماعات أو الجهات الحكومية في دولة ليبيا بمصادرة كتب لمؤلفين و مفكرين عظماء عالميين، و كانت الحجة و العذر هي أن تلك الكتب تدعو إلى الانتماء للفكر العلماني و الأفكار المحرضة على التمرد و الانحلال !
أيعقل أن يوجد في يومنا هذا (عصر التنوير و الانترنت) من يقوم بهذه الفعلة المتخلفة و الغبية في مصادرة الكتب و منع الناس من قراءتها و تجريم من يرفض الاستسلام و الانصياع لهذة القيود المنسية ؟!
لماذا يحاول هؤلاء الناس الذين يقومون بمعاقبة الكتب في كل مرة يريد فيه الشعب السلام و الازدهار و صيانة الحقوق العودة إلى العصور الوسطى في أوروبا ؟!
لماذا نريد بكل غباء تقليد أفعال و عقوبات و افتراضات الكنيسة و الطبقة الاستقراطية و الحاكمة و حكومات دكتاتورية كالحكومة النازية -فيما مضى- تجاه الكتب و المفكرين، دعاة السلام و الحقوق الإنسانية و المساواة العادلة؟
حين أقرا أو اسمع عن أدباء العرب و مفكريها الكبار في فترة الثلاثينيات و الأربعينات و الخمسينات، أتعجب من حالهم و ثراء معرفتهم و قوة حضورهم و احترام المجتمع لهم و حتى السلطة العليا تحسب لهم ألف حساب.. أين هذا الحضور و الاحترام في يومنا هذا ؟
إلى أين يتجه عالمنا العربي المعاصر الثقافي و الادبي و الفكري يا ترى ؟!
هل سوف يُهجر الأدباء و تحرق الكتب و يُطسم الفن و ملامحه كي يرتاح أصحاب المناصب و القلوب المريضة من خوفهم من انقلاب الشعب عليهم ؟!
لا أجد سوى أن هؤلاء يخافون الناس الذين يقرأون و يفكرون، و يعلمون جيدا أن الكتب قوة و الكلمة قد تصبح سلاحاً فتاكاً يوجه نحو وجوههم و رؤوسهم الفارغة.
23/1/2017
رابط التغريدة
-
هديل ماكينزيمخربشة في طور الإنشاء او التلاشي