فى حجرته الخاصه ذات النافذة الخشبية الخضراء المغلقه دائما و رائحة الأوراق تملاء الغرفه من كثرة الكتب الموجوده فى كل مكان حتى على الأرض و فوق مكتبه بجوار مصباح صغير يضئ المكتب و يشع ضوء خافت إلى أرجاء الغرفه و بجوارها فنجان قهوته الذى يتامل دوما فى زخرفة الزهور عليه و أمامه حاسبة الخاص ما لبث أن قام بتشغيله حتى إتكاء بظهره إلى الوراء ليستند على ظهر كرسيه الخشبى ذو اللون البنى. لتسرع عينيه إلى كتاب بدا مميز وسط كومة الكتب ليتامله قليلا فى صمت ثم يمد يده إلية و يتحسسه بأنامله ثم يمسكه ويسحبه ببطئ و حرص و يقربه من مصباح مكتبه
كتاب قديم بلونه الأزرق و ملمسه الجلدى ليس له عنوان أو محى عنوانه اثر الزمان باوراقه التى مالت الى الإصفرار و يقلب أوراق الكتاب و هو يقترب ببطئ و كانه يشتم رائحته و لكنها رائحه أقوى من رائحة الأوراق القديمه رائحه كانما يشتمها بانف قلبه لا بانف وجهه ثم تنفرج صفحه و كان الزمان توقف حين وقعت عيناه عليها و لم يكن بتلك الصفحه كلمات فقط و لكن هناك صوره كانها سحرت عينيه من شدة نظره إليها تلك الفتاه و كأنها الشمس حين تسطع بنورها على الدنيا فقد ظهر النور على وجهه أشرقت بابتسامه رقيقه و عيون لامعه حالمه أخذته الصوره إلى مكان غير المكان و زمان غير الزمان عاش معها لحظات من الماضى ظهرت بابتسامة لامعه على وجهه و فى عينيه و كانها اصبحت حقيقه تتكلم و يسمع صوتها تضحك فترن ضحكتها فى اذنيه و يمد إليها يديه ليمسك يديها يحاورها بصمته يسمعها أشعاره كان مع صورته فى عالم إفتراضى راى الماضى و عاشه فى الحاضر و رسم مستقبل و ما كان منهم شئ إلا إبتسامة أحسها قلبه فاقترب من الصورة ليملاء صدره من عبق عطرها قبل أن يغلق كتابه و يعيده الى مكانه ليتاكد أنه لم ولن ينسى من ابت إلا أن تسكن باعماق قلبه رغم ما أراده الزمان ثم يغمض عينيه مع نفس عميق ليفتحها ثانية على شاشة حاسوبه و يمد يده إلى فنجان قهوته ليتذوقها و هو يتمتع بمذاقها و هو لا يعلم إن كان يتمتع بمذاقها أم بروعة إحساسه.
-
محمود علواناكتب لاخرج ما بداخلى من مشاعر و رؤية للواقع من حولى لاشارك بها الاخرون عساى ان اجد من له نفس الروية