انّنا احوج ما نكون في زماننا هذا الى عقل منفتح واقصد بها ان نسمع لرأي غيرنا وان نحاول ان نفهمه ومن ثم نرى حقّ الردّ ام العدم وان لا ننزل آراؤنا مكان مقدسا فلا يوجد رأي في مثل هذا المقام الّا ما ورد في كتاب الله عزّ وجل او في سنّة نبينا صلّى الله عليه وسلّم ... والعلمانيين دائما ما يصفون انفسهم بالعقل المنفتح وهم على النقيض التام من هذا الوصف فهم يرون ما يماثل هواهم وشهواتهم على انّه رأي ولا يسمعون لأي رأي غير ما في اهوائهم المتهورة التي ليس لها اي اصل روحاني ويصفون ديننا ومتدينوه بالمنغلقين لانّه لا يأتي على هواهم والمصيبة انّهم يصورون العقل المنفتح على انّه الذي يقبل اي جديد والعقل المنفتح هو الذي لا يخضع للهوى والرغبات والشهوات فالجديد هنا هو ما يقيسونه ويطرزونه هم على اهوائهم المزيفة المليئة بالشوائب فلو فتحوا عقولهم المنغلقة لوجدوا في كل ما نزل من عند الله الحق وقد ذكر الله تعالى وصف هؤلاء في قرآنه المجيد فيقول عزّ وجلّ : "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وهنا دلالة على انغلاق العقول ... وهذه دعوة اليّ اولا واليكم لنفتح عقولنا وبصيرتنا وكلمّا تمسكنا اكثر بكتاب الله وسنّة نبيّه كلّما اصبحنا اكثر تفتحا ... أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يجعل العلم حجة لنا لا حجة علينا، وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، وألا يكلنا إلا أنفسنا طرفة عين؛ فهو حسبنا ونعم الوكيل.