ماقيمة المال؟؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماقيمة المال؟؟

الطوفان

  نشر في 26 ديسمبر 2017 .

المال زينة الحياة الدنيا. كلاً منا يبحث عن المال، ويسعى لجني المال بكل الطرق والوسائل، ولكن عندما يكون هذا المال سبب في تعاسة الانسان وبؤسه وارتكابه المعاصي فلا قيمة له.

منذ يومين استمعت إلى مسلسل يعرض على الفضائيات يسمى الطوفان، ولكني لم أتابعه من البداية إلا انني استنتجت قصته من خلال بعض القراءات، واستوقفتني اخر مشاهد به، وكانت قصته تدور حول أسرة مكونة من سبعة أفراد: الأم، والأبناء «الذكور ثلاثة والإناث ثلاثة»، وكل منهم له عائلة فقد تزوج الأولاد وكلًا له زوجته وأولاده، لكنهم على اتصال دائم بأمهم، وفي يوم علموا أن لديهم ورث من أبيهم كانت أرض ولكن قيمتها ستقدر بمئات الملايين، وعندما علموا بقيمة كل هذه الملايين التي ستقسم عليهم طار جنونهم، وبدأ كلًا منهم برسم أحلاماً يعيش فيها هو وأسرته.

إلى أن جاءهم خبر: «أن الأرض ليست لهم وإنما لعمهم وسوف تذهب بقيمتها للعم وأولاد العم».

فتسألوا، كيف حدث هذا؟

وعلموا أن الأم كانت قد مضت على ورقة تثبت أن الأرض ترجع ملكيتها لعمهم ولكنها نسيت لأن هذه الامضاء من وقت طويل ولم تتذكرها أبداً كما أن عمهم لم يذكرها من قبل إلى أن ظهرت الملايين، فذهبوا إلى المحامي ليجد لهم ثغرة حتى لا تذهب كل هذه الأموال لعمهم، وكان جوابه أن عليهم إقناع أمهم أن تنفي هذه الإمضاء وكأن شيء لم يكن، ولكن ماذا كان من الأم الكبيرة في السن التي تعلم أنه لن ينجيها من الله أحد إلا أن رفضت وقالت أنها ستشهد بالحقيقة في المحكمة حتى وإن ذهبت الأموال، وبالفعل شهدت بالحقيقة، وحاول أولادها كثيرا لإقناعها بشتى الطرق إلا أنها أصرت على ان ترضى الله اولًا؛ لأنها علمت أن هذا المال لن يبارك فيه الله إن أُخذ بهذه الطريقة وكان للمحكمة جلسة أخرى سينطقُ فيها بالحكم ولكن على الأم أن تُدلي بنفس هذه الشهادة مرة أخرى فأتفق الأولاد وزوجاتهم على قتل الام حتى لا تدلي بهذه الشهادة ويستطيعوا النيل بكل هذه الملايين وبالفعل قامت زوجة أحدهم ووضعت لها دواءً لا يناسب سنها وكانت كبيرة بالسن فلم تتحمل وماتت قبل ميعاد جلسة المحكمة بيومين، ومن هذا الوقت حدث مالم يكن في الحسبان فجميعهم في صدمة. قتلوا أمهم!

ويوم المحكمة ذهبوا جميعا وأثبت المحامي انها لم تكن إمضاء الأم وأخذوا الملايين، ولكن لم يستطيعوا التمتع بها فكلاً منهم سيموت من حسرته، كلا منهم لا يستطيع تصديق أنهم قتلوا أمهم لأجل المال، كل منهم في عذاب ضميره.

ولكن ماذا يفعلون! ألقى كلاً منهم الذنب على غيره، فمنهم من قام بتفجير شقته وهو وزوجته بداخلها، ومنهم من سمت زوجها وفضلت دخول السجن لتظل تتعذب ومنهم من قتلت نفسها بقطع شرايين يديها ومنهم من قتل زوج أخته وقتله زوج الاخت وهذه كانت النهاية.

هنا توقف تفكيري . تزاحمت الأسئلة في رأسي. ما هذا؟ ، كيف حدث هذا؟ ألم يكن لهم عقل يفكرون قبل يوم واحد فقط أين ذهب عقلهم هل أعماهم الشيطان وسيطر عليهم وبعد أن ارتكبوا جريمتهم أعاد إليهم أبصارهم.

هل قتلهم لأنفسهم سوف يكفر عنهم ما فعلوه؟ هذا كله شيء وأن يقتلوا أمهم شيئاً أخر كيف استطاعوا وصبروا على تنفيذ هذا الأمر. هل المال يعمي الابصار والقلوب إلى هذا الحد، أم البعد عن الله، أم الشيطان وكثرة وسواسه للإنسان. صراحة لم استطع الجواب عن كل هذه الاسئلة، إلا أني أعلم أن تقوى الله هي الأفضل من كل شيء، ومن الممكن إنهم لو كانوا استغنوا عن الأموال إرضاء لله لأنها لم تكن من حقهم، كان بالطبع سيختلف مصيرهم.


  • 3

   نشر في 26 ديسمبر 2017 .

التعليقات

بسمة منذ 7 سنة
للاسف المال يعمي البصيرة ويقسي القلوب ، ويجلب المشاكل ،
فكم من اقارب تغيرت نفوسهم بعد المال !
وكم من عائلة تفككت بسبب المال !
وكم وكم وكم ... من قصص كان محور قصتها هو المال .
0
neeveen
حقيقي فعلا

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا