الحب في عالم اللاوعي! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الحب في عالم اللاوعي!

  نشر في 17 ماي 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

الحب و مالحب ؟ .. الحب هو أنشودة تخالج قلوبنا لحظة لقائنا شخص ما ..

شخص يترك أثراً على بوابةِ مشاعرنا، يرنم كلمات تبقى محفورة في ذاكرتنا.. نقلبها و نرددها ليل نهار على مسامعنا، دون إرادة منا !

فالحب ليس مجرد مدرسة يتعلمون منها فن العشق فقط؛ بل زلزالٌ يُخرجنا من عالم الواعي إلى عالم اللاوعي، حيث نكران الذات وغياب المثالية، فتعود لنا براءة الطفولة و يروض الأوكسيتوسين جموح الرجولة .

حيث يغزونا الحنين بفعل الدوبامين، ليبهجُ أساريرعقولنا و يجتاح أسوار قلوبنا دون سابق انذار، تجذبنا الفيرومونات كجذب الفريسة للممات، تجذبنا برائحة تخلدها عقولنا لنغوص في بحر السُبات، في عالم اليقظة حيث تغفوا قلوبنا رفقة الحبيب، ليكون هو الداء والطبيب، دون إرادة منا !

الحب نارٌ تُضرم الحروب و تهدم حضارات و تبنى أخرى، من حرب طروادة وخيلها المشهور و تضحية اخيليس إلى تضحيات عنتر؛ رغم العبودية آن ذاك و الذي كتب عن محبوبته حين تقدم لها و رُفض :

ولقد ذكرتكِ والرماح نواهلٌ مني ..... وبيضُ الهند تقطرُ من دمي

فوددت تقبيل السيوفِ لأنها ..... لمعت كبارق ثغركِ المتبسمِ

كذلك إلى كثير و عزة، حيث كان الحب في أسمى الصور دون النظر إلى عيوب الصورة دون عيوب السريرة، إلا أنها فارقته لتلقى المنية في مصر، و يزورها من المدينة لأجل أن يكبح ثوران فرائسه في صدره من أجلها، إلا أنه وجد الناس ينصرفون من جنازة عزة، فأتى قبرها وأناخ راحلته عندها، ومكث يبكي شوقه و رحل وهو ينشد :

أقول ونضوي عند رمسها .. عليك سلام الله، والعين تسفح

وقد كنت ابكي من فراقك حية .. فأنت لعمري اليوم أنأى وأنزح

كذلك قيس بن الملوح مجنون ليلى معشوقته منذ الصغر ، حيث كتب فيها بيتً قصيد:

أَمرُ عَلى الديار دِيار ليلى ......أُقَبِل ذا الجِدار وذا الجِدارا

وَما حُب الدِيار شَغَفن قلبي ..... ولكن حُب مَن سَكنَ الدِيارا

قد جن بها، حتى أنه كان لا يعود إلى عقله إلا بسماع اسمها، و بات في الفيافي مع الوحوش و يشرب مع الضباء إن وطئت مناهلها، ما بين الشام و نجد في أمل لقائها.

كذلك يحمل في طياته اجمل الذكريات و التي تعود لنا محملةٌ بعبق الماضي .. من أول مكان ألتقينا فيه، ربما تعود إلينا بمجرد تنسم عطر أو سماع نغم ليرتسم على محيانا قصة كان لها وقعٌ كوقع الحجر في قلوبنا، كما أنه يحمل في طياته أبشع الذكريات أيضاً، فالحب جولات تارة نصرعه و أخرى يصرعنا، حيث الإدمان فيه له عواقب حميدة و أخرى وخيمة .

فالحب كالعملة له وجهان أحدهما الواقع الذي نفر منه، و الاخر هو مجرد أحلام عابرة تمضى بمرور الزمن لترسم على وجوهنا أفراح وأحزان كتبتها ملامحنا في وقتٍ ما ..

والأن.. لم يبقى من هذه المدرسة إلا الأسماء التي تتردد على مسامعنا، بين أشعار الماضي القديم من فصاحة عنتر، و حب قيس المجنون؛ و شوق ليلى .

كلها مضت و لم تبقى منها إلا الذكريات لماضٍ بعيـد ..

وأنتهت في زماننا هذا و لم يبقى لها أي سفير ..

فكان القباني أخر سفير ... في مدرسة الحب ..

م. أحمد الغزيوي.



   نشر في 17 ماي 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا