المطرة بتمطر ؟
كان صوتى عاليا لكن روحى كانت ملتصقة بالارض تكاد تردم بالتراب كاجساد الموتى..
كنت اقف خلف الكاونتر امارس مهامى التى بت اراها ك طعام مللت منه لا يتغير مذاقه خلال ايام طوال..
جاوبنى من الخارج زميل لى ايوة بتمطر و فيه برق و رعد..
تركت ما كان بيدى و اسرعت بقدمى كطفل فرح باول سيره ، خرجت مسرعا لاتنفس رائحة المطر..
كان قلبى يدق دقات سريعة ثابتة كدقات الساعة فى جوف حائط متهالك اتى عليه الدهر..
كنت الامس بايدى قطرات المياه التى تنزل من السماء..
تسائلت حينها ما هو المطر ؟
هل يمكن ان يكون دموع السماء على اهل الارض ، لتغسل بعضا من ذنوبهم ، فلقد شهدت الارض الكثير من المآسى و المهازل البشرية..
الصديق يطعن صديقه و الحبيبة تخون حبيبها ، الاهل يقسوا على ابنائهم و العمر يسبح بنا فى فلك لا نهاية له..
صوت الرعد و ضوء البرق اعادنى الى الواقع ، و كأنه يجيب على تساؤلاتى..
كان المطر يبلل ملابسى و يغسل روحى ، تمنيت الدعاء حينها ف ابواب السماء تكون مفتوحة اثناء المطر..
و لكن روحى كانت منهكة ، كان قلبى يبكى دون دموع و عقلى مستمر بالتامل..
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !