للأفكار سطوة كبيرة في تحديد مستوى حياة الإنسان ، فالذي لديه معتقدات بالنجاح ينجح و بالمقابل الذي لديه معتقدات سلبية معيقة كالفشل يفشل في الغالب ، لهذا على الفرد أن يعي ما يحمله من أفكار و معتقدات لأنها من تشكل حياته ، لهذا قررت أن أضع لكم ثلاثة مستويات في كيفية تعامل البشر مع موضوع الأفكار و على وجه الخصوص الأفكار الجيدة .
المستوى الأول وهو أقل المستويات وهم الذين لا يتعاملون مع الأفكار أساساً ، فهم أشبه بالأميين الذين لا يقرأون و لا يكتبون ، لذلك تمر عليهم الأفكار بشكل شحيح جداً لأن مصادرها لديهم قليلة ، و بالطبع لا يستفيدون من هذه الأفكار فعقولهم غير مفعلة في الأعم الأغلب ، حياتهم تتسم بالرتابة و الثبات فهم لا يتغيرون للأفضل بل يتراجعون للأسوء فالدنيا متغيرة باستمرار ، و الحمد لله بأنها فئة تحوي القليل جداً من الناس .
المستوى الثاني وهم غالبية الناس خصوصاً في زمننا هذا ، و هذه الفئة تستقبل الكثير من الأفكار لاسيما الأفكار المفيدة لتعدد مصادر الأفكار لديها من كتب و محاضرات و برامج التواصل الإجتماعي وغيرها الكثير ، لكن مشكلتهم للأسف بأنهم لا يستفيدون كذلك من أغلب الأفكار ، فهم يسمعون الفكرة فقط دون أن يدركونها و يعوون أهميتها ، وهنا تعرف على سبيل المثال لماذا لا يستفيد أغلب الناس من المحاضرات الدينية الأخلاقية فالعصبي يبقى عصبي و الحقود يظل حقوداً و المتكبر يبقى متكبراً وهكذا .
المستوى الثالث وهي فئة قليلة جداً ألا وهي فئة أصحاب الوعي الذين يولون جل اهتمامهم ووقتهم في التعلم و لا يكتفون بانتظار الأفكار لتصلهم بل على العكس فهم الذين يبحثون عنها و لا يهدأ لهم بال إلا حينما يحصلون عليها ، و هم ليسوا مثل الفئتين السابقتين فهؤلاء يدركون أهمية الفكرة و يعرفون توابعها و يعلمون كيف أنها من الممكن أن تغير حياتهم بالكامل للأفضل ، لهذا فهم الفئة الأكثر استفادة و الأكثر تطوراً و الأكثر نجاحاً في الحياة .
في الختام أتمنى ممن يقرأ هذا المقال أن يقرأه بنية التغيير و الإستفادة لا بنية قراءة الأفكار فقط ، وبما أنك قرأت هذا المقال فأنت لست في المستوى الأول و هذه المعلومة جيدة في حد ذاتها ، لكن لا تقف مكانك أبداً فإذا كنت في المستوى الثاني استفد من الأفكار و انتقل للمستوى الثالث ، و إن كنت في المستوى الثالث لا تنتظر أن تصلك الفكرة لتستفيد منها بل ابحث عنها بنفسك ، و أقول للذي يفتش عن الأفكار حاول أن تتعمق في الأفكار أي لا تبقى على نفس العمق و المستوى لفترة طويلة .
عمار محمد
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم