حقيقة وحكمة تخاصم أهل النار - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حقيقة وحكمة تخاصم أهل النار

كيف يمكن لأهل النار وسط هذا العذاب أن يتحدثوا ويتجادلوا ويتخاصموا؟

  نشر في 13 يونيو 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

تعددت الأيات القرأنية في الكتاب الحكيم التي ذكرت أحوال أهل النار - نجانا الله وإياكم منها - بداية من حسابهم ثم حشرهم وسوقهم إلى جهنم ، ولحظة رؤيتهم لها ورؤيتها لهم ، ثم دخولهم  فيها وما يتبع ذلك من صنوف وألوان العذاب داخلها. 

ولكن العجيب أن هناك العديد من الأيات التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أهل  النار يتحدثون ويتجادلون ويتخاصمون ومنها قوله تعالى {هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار (59) قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار (60) قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار (61)} [ص : 59-61]

وفي الحقيقة فقد توقفت كثيراً عند حديث وتخاصم أهل النار.. وكيف تتاح لهم إمكانية هذا الحديث بهذه الكيفية وهم يعذبون في النار أشد العذاب... ذلك العذاب الذي لا يطيقه بشر... فكيف يمكن لأهل النار - أعاذنا الله وإياكم منها - أن يجدوا الفرصة والمساحة الزمنية والنفسية لهذا الحديث والتخاصم والتجادل.

وفي هذا المقال أنقل لكم خلاصة ما توصلت إليه من أن النار لهول وشدة العذاب فيها لم تترك أي نوع من انواع العذاب إلا واشتملت عليه، كل ما يمكن أن تتخيل من أنواع العذاب الجسدي موجود في النار وبأقسى وأقصى الدرجات.

 إلا أن ذلك لا يمكن أن يغني عن العذاب النفسي ذلك العذاب الذي يكون في بعض الأوقات أشد من العذاب الجسدي مهما بلغت شدته.

وهذا مشاهد في دنيانا ، ألا ترون كيف يدفع العذاب النفسي بعض الناس إلى أن يحرق نفسه متلقيا بذلك واحد من أبشع أنواع العذاب الجسدي، فقط ليهرب من هذا العذاب النفسي.

وما أنبأنا النبي المصطفى عنه من أن الناس في يوم القيامة يطلبون دخول النار هروبا من شدة العذاب النفسي الناتج عن القلق والتوتر الشديدين تحت وطأة طول الانتظار قبل العرض والحساب.

ولذلك كان حتما أن توجد صنوف العذاب النفسي وبقوة ضمن عذاب النار، وذلك من خلال عذابات الحسرة والندم والقلق والتوتر والإهانة والذل وخلافه.

ولما كان مثل هذا العذاب النفسي لا يمكن أن يتأتى بصورته الكاملة وسط خضم هذا العذاب الجسدي الأليم، لذلك كتب على أهل النار أن يكون عذابهم الجسدي غير متصل، بل إنهم أقرب ما يكونون إلى السجناء والنار هي أقرب ما تكون إلى السجن الكبير الذي يحتوي على العديد من الزنازين (جمع زنزانة وهو مكان الحبس) وفي هذه الزنازين التي تختلف أسمائها ، وتتنوع وسائل العذاب بها يكون تلقى أصناف العذاب المختلفة.

وفي ساحة هذا السجن الكبير (النار) يخرج هؤلاء السجناء من المعذبين فتتاح لهم إمكانية الحديث والتجادل والتخاصم،بل ويبدؤن في البحث عن الطعام والشراب والظل فلا يجدوا إلا مزيداً من العذاب الجسدي والنفسي.. فيحاولون الهروب من هذا السجن فلا يستطيعون ويحاولون الاستنجاد والاستغاثة بأصحاب النار من الملائكة الكرام فلا يتلقون إلا اللوم والتقريع والإهانة.

وهكذا تستمر تلك الحياة الأليمة في تقلب بين أشد صنوف وأنواع العذابات الجسدية والنفسية إلى أن يشاء الله.

أعاذنا الله وإياكم من ذلك ، و أكرمنا برحمته بأن يزحزحنا عن هذا العذاب المهين ويدخلنا إلى جنته ، ويكتب لنا الفوز بمغفرته ورضاه.



  • D. Ahmed Hassanien
    خبير إدارة المشروعات واستشاري الادارة الاستراتيجية ،باحث في مجال العلوم الإدارية والتنمية البشرية ،كاتب ومفكر استراتيجي ، له العديد من المقالات والمؤلفات .
   نشر في 13 يونيو 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا