ايها السائر بين افلاك الوقت كم من الثواني والدقائق ضاعت تفاصيلها؟كم من الساعات و الايام استهلكتك؟ كم من السنوات انسحبت من رصيد العمر تباعا و انت لها ناظر فقط؟
ان اهم ما يملكه المرء هو اللحظة الآنية إن ادركها وعاش تفاصيلها ،بدل ان يكون مجرد معطى ماض خلالها و لا يدري،ان الكينونة الحقة مبنية على التخلص من هلوسات و ندوب الماضي ،نرتكب اخطاء جمة لكنها الضرورة لابد منها !لنتعلم!! لكن حين نقبع في دوامة اللوم و الندب فاننا نرتكب خطأ الطيار فلا تكن كذلك و امض و كن ربان حياتك ،و اعلم انها مليئة بالمطبات ليس لإحباطك لكن لتثبت براعتك في المناورة و القيادة السلسة،وسبيل نجاتك يكفله تعلمك من الاخطاء السابقة ،تصحيحها و تحويلها إلى قناعات بناءة،تخلص من وهم الماض وكفاك استغراقا فيه و استغن عن المستقبل فهو حتما آت،لا تجعله الهاجس فتضيع بين مستقبل في تفكيرك ماضٍ و حاضر بانشغالك غائبُ،انك بعيشك الحاضر بادق تفاصيله ستعيش مسقبلك كذلك كما تريده ان انت زرعت بذور النجاح و الكد في حاضرك ،لايهم كيف؟ لكن عش هذا الكيف من خلالك و اطلق العنان لصمام طاقتك دونما توقف و امض بارادتك الحرة إلى أخلص و أسمى وقائع حاضرك ،عندها يصير المستقبل حاضرا بصيغة الانتظار فقط باسطا ذراعيه ليستقبلك،انت من يحدد في اي المواقع تكون اما ان تكون منتجا للحظات حياتك ،و اما ان تكون مجرد سلعة يستهلكها الوقت من خلال دفق ايامك التي تضيع و لا تدري.
ليس الوقت ملك احد ،لكنك ملك لحظاتك منه،فكن عادلا في فترة ولايتك فهي لا تتجدد ان انت انهيتها ،واعلم انك المسؤول عن امرك في كل حين ، انت من يقود وليس من حولك ،هم فقط معطيات واقعك قد يبدو جميلا ان انت اردت ذلك و العكس بالمثل صحيح،ما كنت لتمشي صغيرا لولا اصرارك و برمجتك لعقلك ،فكذلك لا تنتظر النجاح ما لم تبادر ،حسبك العمل و التفاني فكل شيء جميل يحدث في الوقت المناسب فقط ،حين يكون عقلك مستعدا وليس حظا او ضربا من ضروب العشوائية؛انك مغناطيس يجذب مايريد سواء ادركت ذلك ام لا! ولك كامل الاختيار ان يكون مجال الجذب هذا ايجابيا او سلبيا ،حسب اعدادك لعقلك وفي ذلك يكمن تكريمك بهذه الملَكة و كونك مسؤول بصفة كلية.