مراسيل الليل
الرسالة الثالثة إليه
نشر في 13 أبريل 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
السماءُ حزينةٌ للغاية يا صديق البعض يُعلل أنها تُمطر لتغسل ذنوب ثقُل على الأرضِ حملُها أو أنه المطر أصرَ على الوداع قبل الرحيل ، وأنت !..أنت رحلت مع أول شعور بأنني في احتياجٍ لك لم تكن سمائي التي بكت لأجل حزني المتكرر أو حتى قطرات المطر التي تسكن وحشتي ..تركتني لندوبي تتغذى على ماتبقى في روحي فتكبر وأصبح أنا هشاً أكثر من اللازم ، أخبرني هل جف عطاؤك فبخلت بزراعة الزهور بأرضي فنبت الشوك بدلا من الحياة.. مددتَ حبل النجاة لأذرعي عندما تعثرتُ مع الرياح ليكون طوقٌ يقيدني بلا حراك إثر هروبك.. هل شعرت بي اتعلق في عنقك كطفلٍ يأبى رحيل والده ، لاتخبرني أنه غموضي هو الذي دفع فضولك لاختراق جدران قلعتي وعندما بلغت العرش شُفيت ولاتخبرني أيضاً أنك رأيت خلف ابتسامتي دمعٌ لايجف بل لاتخبرني أنك استطعت رؤية ضعفي المختبئ بين عروق جسدي يرتوي من ضلوعي.. فقط أخبرني لماذا رحلت ! وتركت أشجاري تعود لتسكن الليل وتتمايل مع النجوم يداعبون بعضهن على ألحان هزيمتي علمّتني لغتهم ونسيت أن تُعلمني كيف هي مرارة فقدانك ، فقط على أن أعود لطقوس الوحدة المزمنة التي تجرعت كؤوساً منها وأُرمم أسواري إثر ثقوب غيابك الذى أتى بكل ما فيّ وترك لي الأهات أقتاتُ منها لأبقى على قيد الحياة ،شككت بعقلي وأنه قد خُبل فصنع منك دواءً لي لكنني عدت وتذكرتُ بأنك قلت لي يوماً على سبيل المزاح أيرحل كل من تحبين ؟أجبتك بنعم، فرددت إذا أحبيني.. ولم تعلم بأني كنت قد فعلت وليتني ما وقعت، يستحيل أن يكون خيالي قد صنع عالماً منك فقط ! كيف سبحتُ في بحورك وحفظتُ تفاصيلك وكيف حلقت انت في سماواتي ، لكنها نسمات الفجر قد قطعت كل تساؤلاتي في وجودك حقيقةً وأجابتني داخلي بأنك لم تكن سوى أنا !
_نورهان عصام الدين