أشياء كثيرة يتوقع الإنسان حدوثها في المستقبل تجعله مهمومًا ومتوترًا قلقًا؛ تفسد عليه استمتاعه بالحياة وتنغص عليه أموره.. وهي هي نفس الأمور لا تقلق آخرين ولا تسبب لهم تلك المتاعب..
فُترى ما الذي ينصنع هذا الفارق؟!
نجد في قصة يوسف عليه السلام إشارة لسببٍ هامٍ من الأسباب التي تجعل الناس أقل قلقًا من أمور ينتظرونها في المستقبل..
[ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) ] سورة يوسف
إنه الاستعداد!!
فالاستعداد والأخذ بالأسباب يجعل المرأ أكثر اطمئنانًا على الأقل يكون عند نفسه غير مقصرًا..
[ فالاستعانة بالله + التوكل عليه + الأخذ بالأسباب + الإيمان بالقدر= سعادة المرأ في الدنيا والآخرة ]
وكثر في زماننا هذا رحيل الشباب فلا يكاد يمر يومًا إلا ونفجع في شاب أو صغير ومن كثرة ما يرى الإنسان من أخبار الموتى في مواقع التواصل الاجتماعي قد يتسرب إليه الشعور بالإحباط والخوف والحزن ومشاعر كثيرة مختلطة..
مما قد يقعد أناس عن العمل والأمل.. ويحل هذا الإشكال الاستعداد الجيد لما يخاف الإنسان من القدوم عليه..
والإيمان بالموت يدخل ضمن الركن الخامس من أركان الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخر والإيمان بالموت يتلخص في أمور كما جاء في معارج القبول:
1- الإيمان بتَحَتُّمُهُ عَلَى مَنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَةِ وغيرهم من المخلوقات
2- الإيمان بأن كلاً له أجل محدود لَا يَتَجَاوَزُهُ وَلَا يُقَصِّرُ عَنْهُ، وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى جَمِيعَ ذَلِكَ بِعِلْمِهِ الَّذِي هُوَ صِفَتُهُ، وَجَرَى بِهِ الْقَلَمُ بِأَمْرِهِ يَوْمَ خَلْقِهِ، ثُمَّ كَتَبَهُ الْمَلَكُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ فِي بطن أمه يأمر ربه عز وجل عند تخليق النطفة، وَأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مَاتَ أَوْ قُتِلَ أَوْ حُرِقَ أَوْ غَرِقَ أَوْ بِأَيِّ حَتْفٍ هَلَكَ بِأَجَلِهِ، لَمْ يَسْتَأْخِرْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْتَقْدِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَنَّ ذَلِكَ السَّبَبَ الَّذِي كَانَ فِيهِ حَتْفُهُ هُوَ الَّذِي قَدَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَقَضَاهُ عَلَيْهِ وَأَمْضَاهُ فِيهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْهُ وَلَا مَحِيصَ عَنْهُ وَلَا مَفَرَّ له ولا مهرب ولا فكاك
3- الإيمان بأن ذلك الأجل المحتوم لانتهاء كل عمر لَا اطِّلَاعَ لَنَا عَلَيْهِ وَلَا عِلْمَ لَنَا بِهِ وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَفَاتِحِ الْغَيْبِ الَّتِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِهَا عَنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ فلا يعلمها إلا هو قال تَعَالَى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت}
4- ذكر العبد للموت وجعله على باله، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أكثروا ذكر هاذم اللذات) يعني الموت. رواه الترمذي
5- وَمِنْهَا - وَهُوَ الْمَقْصُودُ الْأَعْظَمُ - التَّأَهُّبُ لَهُ قَبْلَ نُزُولِهِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِمَا بَعْدَهُ قَبْلَ حُصُولِهِ، وَالْمُبَادَرَةُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالسَّعْيِ النَّافِعِ قَبْلَ دُهُومِ الْبَلَاءِ وحلوله.
وكذلك مع كل أمر صغيرًا كان أو كبيرًا فافعل.. ودع القلق وابدأ الحياة.
اللهم ارزقنا حسن الاستعداد للقائك
#يوسفية_الاستعداد
#دع_القلق_وابدأ_الحياة
#الإيمان_بالقدر