بين المدّ والجزر
الهجوم اللاّمتناهي على الإسلام
نشر في 08 يونيو 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أسباب عديدة دفعتني للكتابة عن هذا الموضوع، لكن أهمّ سبب دفعني هو هذا الهجوم اللاّمتناهي على الإسلام. هذا الكمّ الهائل من المواقع الّتي لا تتوانى عن المسّ بهذا الدّين والاستهزاء بمقدّساته أثارا حفيظتي وأحسست أنّه من واجبي الدّفاع عن ديني، ليس من خلال شتم الأديان السّماويّة الأخرى كما يفعلون بالإسلام، ولكن من خلال التّعريف بأساسيّات الإسلام.
أولّا، من أساسيّات الإيمان في ديني هو احترام الشّرائع السّماويّة الأخرى (المسيحيّة واليهوديّة) واحترام الرّسل الّذين جاؤوا بهاته الشرائع ليس هذا فقط، بل احترام كلّ الأنبياء. وأقوى دليل على هذا الاحترام وهذا الإيمان بكلّ الرّسل والأنبياء المبعوثين هو أنّنا نسمّي أولادنا وبناتنا بأسمائهم: موسى، عيسى، هارون، إبراهيم، داوود، سليمان، يوسف، مريم، آسيا، إلخ.
ثانيا، لنا قاعدة أساسيّة في الإسلام وهي عدم الإكراه في الدّين، إذ يقول اللّه تعالى في كتابه العزيز (القرآن): "ا إكراه في الدّين" وكذلك "لكم دينكم ولي دين". كذلك، لم يؤمر الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم بإجبار النّاس على اعتناق الإسلام، بل أُمر بهداية النّاس إلى هذا الدّين وتذكيرهم بأنّ اللّه لا يعترف إلاّ بهذا الدّين {أِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.. [آل عمران 19]. {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.. أل عمران 64 إذ قال تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم} [الغاشية: 21، 22] و قال أيضا {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} [ الرعد : 40 ] ، و { اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل } [الأنعام 107-106]
آخرا وليس أخيرا، رسولنا الكريم الّذي قال فيه اللّه جلّ جلاله: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ علّمنا درسا في الأخلاق و في كيفيّة معاملة أهل الكتاب من خلال حادثتين شهيرتين و هما: يروي البخاري: عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: " مر بنا جنازة، فقام لها النبي فقمنا به، فقلنا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، قال: {إذا رأيتم الجنازة فقوموا}. وكذلك عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: " كان سهل بن حنيف، وقيس بن سعد، قاعدين بالقادسية، فمروا بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض – أي من أهل الذمة – فقالا: " إن النبي مرت به جنازة فقام، فقيل: إنها جنازة يهودي فقال : أليست نفساً ؟ "عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام –أي الموت - عليكم قالت عائشة: ففهمتها فقلت: وعليكم السام واللعنة قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله " – وفي رواية عند البخاري أيضا قال: " مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش". فقلت: يا رسول الله، أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد قلت وعليكم"
هذا جزء يسير من مدى سماحة الإسلام الدّين الذي لا يدعو إلى الكراهيّة البتّة، بل يدعو إلى حسن المعاملة والتّحلّي بمكارم الأخلاق.
image: https://th.bing.com/th/id/OIP.Vd_WB6E5TNEb1wSbhQyGtQHaDk?pid=ImgDet&rs=1
-
Dr. Marwa Mekni Toujaniأستاذة جامعيّة - مدونة مستقلة