"ادرس اليوم لتعيش غذا" لن تخفى على احد منا هاته الجملة، وان كنتم مثلي فانكم سمعتم هاته الجملة اكثر من مئة مرة. لطالما اهتم والداي بدراستنا أنا وأختي، خصوصا والدتنا، لم نكن نحتاج شيئا، كل هذا من أجل أن نهتم بدراستنا، والحمد لله رغم بعض الخيبات القليلة، كنا نبدل أكثر من جهدنا بغية التفوق، والحمد لله كنا مثال له في مدينتنا، وكلما كبرنا و نضجنا تكتشف كل واحدة منا - كمواطنات في دولة من دول العالم الثالث- أن تلك النظرية ( ادرس اليوم تعش غذا) يصعب تحقيقها أكثر فاكثر.
ومع مستوى البطالة المرتفع، يهاجر كل سنة ما يتجاوز الف دماغ، بحثا عن مستوى معيشة أفضل له ولما لا لأهله أيضا. أذكر أننا كنا قد اقسمنا أن نبدل جهدنا كي نبقى، أن من لا خير له في وطنه، لا خير يمكن أن يرجى منه، وها هي ذي أختي منذ ما يجاوز السنتين في غربة اختراتها بين الطواعية و الاجبار، وها أنا الآن تجاوزت مرحلة التفكير، لأبدأ في البحث عن أقرب فرصة لأوافيها.
أدرك أن منكم من قد يتهمني باللاوطنية، غير أنني وطنية حتى أنحل، لكن لا يمكننا الحديث عن الوطنية في دولة يتقاسم فيها من انتخبناهم نوابا عنا خيرات الدولة بينهم كأنها طرطة عيد الميلاد، لا يمكنكم أن تطالبوني بأن أكون وطنية في بلد يسن قانونا يعاقب مواطنيه بتهمة "خيانة الوطن" فقط في حالة رفضهم التجنيد الاجباري، في الوقت الذي يصفق لخونة الوطن والأمانة الحقيقين، وهم حتى لم يأخدو رأيه عندما قرروا اعادة تفعيله.
على أي حال قد اتحدث واثرثر حول هذا عقودا وقرون من الزمن، دون أن يغير الكلام من الامر شيئا. فما نفع الكلام إن كانت الوطنية للشعب والوطن للخونة.
-
فرحلأن الكتابة وسيلتي الوحيدة للتعبير
التعليقات
تحياتي لكي من فتاة تشارككي نفس الارض و نفس الاحلام...سلمت اناملك...استمري وفقك الله.
أحسنتِ. بداية موفقة.