الاتجاهين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الاتجاهين

صراعات الانسان بين الخير والشر

  نشر في 03 أبريل 2022 .

نعيش حياة متقلبة بين خير وشر ونفع وضر احداث تمر بنا ومن حولنا منها الكبير ومنها الصغير التي تنفع ولا تضر أحيانا نسير ببطء شديد لكي ننتجب الوقوع او السير ضمن هذه الاحداث نضع خطوة في الخير وأخرى قد مسها الشرر بين الفينة والأخرى قد احرقتها شرارات الاحداث من حولنا. نحسب ان ليس لنا علاقة بالأمر وفي الواقع بطريقة او بأخرى نحن جزء من هذه الاحداث.

فحياة الانسان تسير بين مسارين متقاربين حتى وان بعدت عن أحدهما لابد ان تلامس المسار الاخر لقربه منك او لأنهما جزئين ليسا منفصلين عن بعضمها. احيانا يكون لك الخيار في السير في الجزء الذي تعتقد انه الأفضل او فيه المنفعة دون التعرض لأي اضرار حيث ان هذا الجزء الجيد تجده أيضا له علاقة بذلك الجزء الذي تخاف منه ضنا منك ان يخلو من تلك الاضرار التي تدور في حدود عقلية الانسان المحدودة.

تأمل الى ذلك الخيار الذي قمت باختياره ستجد نفسك قد انحرفت قليلا الى المسار الاخر دون اختيار منك هذه المرة باعتباره جزء من الاختيار الجيد. وحتى في هذا الجزئية الجيدة من اختيارك سوف تتعرض لأنواع واشكال من الاختيارات منها المعضل ومنها السهل الممتنع ومنها الذي يجب ان تراعي فيه الاحداث والأشخاص من حولك قبل ان تقوم باختياره ناهيك عن ذلك الخيار الذي تكون مجبر ومكرها عليه حتى وان بدا لك انه يؤدي الى الاتجاه الذي لا ترغب في سلوكه.

وما ان تسير فيه قد ملئت خوفا وقلقا وتردد وإذا بك قد لامستك جوانب ذلك الجزء الذي رغبت في اختياره. ولكن لم يكن باستطاعتك ان تختاره او انه من الصعب اختياره مع انه كان الخيار الجيد لاحتوائه على جوانب لم تكن في غاية الوضوح. لذا اخترت لذا الجانب الذي اتضح لك انه مسار ملئ بالأحداث التي لا ترغب في خوضها.

وإذا بك تصحح المسار عائدا الى الجانب الجيد الذي رغبت باختياره لترتاح قليلا من تلك المخاوف التي واجهتك على ذلك الجانب. وتبدأ رحلتك بدون مخاوف تاركا ذلك الجانب الذي كنت تخشى السير فيه او بجانبه لو حتى الاقتراب منه ولكن في الحقيقة هو يكون ضمن الطريق حتى وان كنت تسير في الجانب الجيد من حياتك فهما جزئين لا ينفصلان عن بعضمها.

لو افترضتنا أنك دائما تختار الجانب الجيد من حياتك واعترضك امر او شخص سيء وليس لك سبيل من اكمال الطريق الا بإزالة هذا الامر السيء. فيأهما تختار اكمال الطريق مع وجود الامر السيء او ازالته واكمال الطريق مع وجود هذا الجزء السيء من حياتك. يقولون حتى الاخيار يقتلون الأشرار. وهذا جزء من الجانب السيء متربطا بالجانب الجيد. وكان لابد من إزالة هذا الجزء فإزالته يتحول السير قليلا الى الجانب الاخر. ولكن ان قررت ان تبقيه معك على الطريق فسيكون هذا السوء ملازما ومتربط بالجزء الجيد. ففي كلا الخيارين تجد نفسك سلكت الجانب الاخر لإكمال الطريق على الجانب الجيد.

وعلى العكس ان اخترت السير في الجانب السيء ستجد دائما هناك خيارات تدلك على الجانب الجيد فاذا إن كلا الجانبين مرتبطين ببعضهما البعض. فنحن دائما نحرص ان نختار الجانب الجيد ولكن نحذر ان يكون داخله جوانب او اختيارات سيئة تلامس ذلك الجانب الذي نخشاه ونتخوف منه. وأحيانا نكون ضمن دائرة الاحداث المحيطة بنا ليس لنا خيار باختيار ما هو جيد نسير ضمن التيار المحدد لنا كجزء من الحدث الذي يدور حولنا وحتى وان كنا ليس لنا علاقة بالأمر. وانما وقع علينا الاختيار لأننا ضمن اختيارات شخص اخر كغيرنا ممن دار عليهم نفس الاحداث. فليس لنا بد من اننا نمضي مع ذلك الاختيار ونتعايش معه ضمن حدود تفكير الانسان المحدود. سواء كان الاختيار جيد أو سيء بالنسبة له.

وأحيانا ما يحدد السلوك بين الاتجاهين هي المصلحة فأينما كانت المصلحة اقوى ذهب الاختيار الى الاتجاه المليء بالمصالح حتى وان غلب عليه وظهر فيه السوء. اما الاتجاه الجيد الممتلئ بالخير القليل المصالح فليس له ميزان في اتجاه المصالح التي لا تؤمن بوجود الاتجاهين او لا تعريهما انتباها. فأصبح تحديد الاتجاه مرتبط ارتباطا قويا بحجم المصلحة فأي اتجاه تسير بعض النظر عن مساوئ ذلك الاتجاه ونسبة الخير والشر فيه.

ابليس على سبيل المثال كان من جنس الملائكة لأنه اختار الخير ولزم الملائكة في الطاعة والخير ولكن لما اختار العصيان فتحول من خير لشر الى يوم القيامة. فاذا فإن الخير موجود به الشر دائما ولكن نمتنع عن باختيارنا. فإبليس فضل مصلحته الشخصية على الطاعة والانصياع لأمر الله فاختار الاتجاه الذي تصب فيه مصلحته مع انه طريق ملئ بالسوء والشر.

وأخيرا وليس اخرا في كل جانب من جوانب الحياة ستجد هناك اتجاهين ولكل اتجاه فوائده ومضارة وانت من يحدد ذلك الاتجاه الصحيح ولكل اتجاه صراعات. واختيارك لهذا الاتجاه ستكون له الاثار الإيجابية والسلبية عليك وعلى المحيطين بك. كما ان اختيارات الاخرين لها تأثير بك على المدى البعيد أحيانا دون ان نشعر بهذا التأثير. فلما قتل هابيل قابيل انزل الله امره انه من قتل نفسا بغير نفس كأنما قتل الناس جميعا ومن احياها كأنما احيا الناس جميعا لذا اخذا هابيل وزر كل نفس تقتل الى يوم القيامة. ((لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل)).



   نشر في 03 أبريل 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا