الموسيقي في مفهومها الحقيقي فن راقي مطرب لأذن المستمع ، ومزيج من الالحان والكلمات التي تسموا بالمشاعر الانسانية وتبعدك عن صخب الحياة اليومية ومشاكلها ، وفيها أيضا راحة نفسية وتنظيف لمسامعك من كلام الشوارع الذي لا يفارق أذنك طوال اليوم ، وعندما تمتزج الموسيقي بالغناء وصوت عذب جميل تحس نفسك وكأن همومك تتلاشي وتغيب عنك ولو لفترة وجيزة من الزمن

لكن مجتمعي لم يعد يهتم لما يسمع ويري ولا يهمه أن يسمع مقطوعتا راقية تريح نفسه بل أصبح أكبر همهم ما يرون علي منصات المهرجانات من أجساد ومؤخرات عارية تتراقص وتتلفظ بكلمات لا معني لها ومجملها احاءات جنسية ، لتسمع بعد ذلك صرخات جمهور لم تعد الموسيقي تسموا بمشاعره بل توقض غريزته الجنسية وتهيجها لينتهي ذلك وتأخذ تلك المغنية الغربية ملايين طائلة في رصيدها وتعيش حياة الرفاهية ويبقي الشعب المقهور تحت مداس الفقر والبطالة وفشل التعليم وتخريب القيم الاخلاقية والدوامة التي لم يعد يعرف الفرد الصحيح فيها من الخطـأ

موازين لم يختار من اقاعات العالم سوي (جينيفر لوبيز) لتقدم عرضا اباحيا تتراقص في المؤخرات الكاسية العارية هي فرقتها أمام الآلاف من المتفرجين من كل الفئات كبار وصغار ونساء ورجال لتصبح الفرجة علي الملأ دون مراعات لقيم هذا الشعب الاسلامي الذي لا تسمح لاتقاليده ولا عاداته بتلك المشاهد لأناس غربيين تسمح لهم ثقافتهم وتقاليدهم بإتيان تلك الامور ، لنعلي بذلك الشأن لثقافة لا تمت للفن بصلة بل هي مشروع ربحي استغل ميولات فئة من الشعب التي تلهث لرؤية مؤخرة جينيفر لوبيز وهي تهزها علي منصب السويسي برباط

إذن لماذا قمنا يدا واحدة ضد فيلم نبيل عيوش الذي أوقف عرضه بالمغرب من لدن وزارة الاتصال ونسمح لأجساد غربية لا ترقي لمستوي المرأة العربية والمغربية أن تأخذ ملايين طائلة لتأكل هي ويجوع الشعب ، هذا هو التناقض الذي يعيشه هذا البلد حكومتا وشعبا ، فشعب أيضا يتحمل الجانب الاكبر من المسؤولية في هذا الشأن فهو من يحضر سهرات ويعطي ارتساماته واعجابه برداءة الفنية لمغنية غربية لا يفهم حتي ما تتلفظ به أهم أن يري جسدها المثير وليس أن يسمع صوتا عذبا يلهب مشاعره ، وبعد أن ينتهي المهرجات وتمتلئ أرصدة البنوك بملايين الشعب يخرج بعد ذلك للشارع ليصيح علي غلاء المعيشة والبطالة متناسيا أنه ساهم في بؤسه بحضوره وتشجيعه لمهرجات تنفق فيه أموال طائلة يمكن تغير حال هذا البلاد من أسوء إلي الاحسن إن سيرت بنزاهة ، لكن الفقر الفكري المخيم علي عقول المغاربة يخفي عنهم الحقيقة ويجعلهم يصيحون علي جرم هم لهم يد فيه

أنا أتسائل كيف سيهتم المقبل علي الامتحانات الباكالوريا بدورسه ومهرجان موازين يقدم له كل مغريات والتي تساعده فيها قناة دوزيم لنقله للجمهور الذي لم يتسني له حضور المهرجانات لتتسلل الرذيلة بذلك إلي قلب البيت المغربي ولتذهب قيمنا إلي الجحيم وتذهب أموال الشعب إلي بطون الغربيين يلبسون أغلى الماركات العالمية من جيوبنا ويقضوا عطلتهم في أجمل وأحسن شواطئ ومنتجعات العالم وابن الشعب يضرب بكل قوته طوال اليوم ليحصل علي طرف الخبز ، والفنان المغربي المنسي الذي يقدم لنا ما يرقي لمستوانا يموت منسيا بأمراض مزمنة لا يملك حتي ثمن دوائها ، فل تعش جينيفر وموازين ولموت لشعب .

ولقد صدق الامام الشعراوي رحمه الله حين قال " إذا رأيت فقيرا في بلاد المسلمين فعلم أن غنيا أكل حقه "