إن المرأة هي نصف المجتمع، ويجب النظر إليها علي أنها سببا في إصلاح المجتمع، كذالك تعتبر المرأة سببا في نهضة المجتمع وتقدمه. المرأة هي المصدر الأول لتربية الأجيال فإذا صلحت، صلحت الأمة كلها.

سوف أعرض - في- هذا المقال بإختصارعن دور المرأة الصومالية في المجتمع، ولا شك أن المرأة الصومالية قد تمتعت بمكانة خاصة في ظل العصور القديمة، فقد كان لها حضورها القوي علي مسرح الأحداث الإجتماعية والسياسية والإقتصادية مع تسليط الضوء علي المتميزات الصومالية.

فإن المرأة الصومالية لا تقل كفاحها عن نساء العالم بل تحفل مسيرتها عبر كل العصور بشتى نماذج الكفاح والإنجازات الكبيرة علي الرغم من الظروف الحياتية الصعبة، والإضطرابات السياسية علي مدار سنوات طويلة في الصومال، إلّا أن المرأة الصومالية خاضت مسيرة كفاح مشرّفة واجهت خلالها معوقات كثيرة، لم تثنها عن اللحاق بجاراتها الإفريقيات بل سبقت بما حقق بعضهن من إنجازات عالمية غير مسبوقة.

ولم تكتف المرأة الصومالية با الإلتحاق في كافة مجالات العمل وإثبات ذاتها فيها، وإنما نجحت بجدارة في تقلد المناصب الرفيعة وظهر العديد من النماذج النسائية الصومالية التي ضربت المثل لكل نساء العالم. ومن هذه النماذج النسائية الصومالية المشرفة، حواء عثمان" الملقبة ب"حواء تاكو" المناضلة الصومالية التى قادت حملات ضد الاحتلال الايطالي للجنوب الصومالي واستشهدت عام 1948 خلال مظاهرات حاشدة ترفض دخول مزيد من القوات الايطالية الى الصومال، ووضع لها نصب تذكاري في قلب العاصمة مقديشو وغيرها من آلاف الصوماليات اللاتى يعتمد عليهم النسيج الاجتماعى الصومالى،وقد أثبتت الوقائع الدور الفعال للمرأة الصومالية في المشاركة في ساحات المعارك والمواجهات الخطيرة كطبيبة وممرضة بل ومقاتلة أيضا وهو أمر سبقت به كثيرا من النساء العربيات.

وتعد الطبيبة حواء عبدي طبلاوي رحمها الله من الصوماليات ذوات الأيادي البيضاء في بلادهن حيث قامت بتحويل أرض تملكها إلى ملاذ لاستقبال االلاجئين والفارين من نيران الحروب في الصومال، إضافة إلى مساعدة المحتاجين فاستحقت جائزة الشرف الدولية في جنيف بسويسرا في يوم المرأة العالمى 8 مارس عام 2008م.

لم تقتصر أدوار المرأة الصومالية على الكفاح والبطولة داخل حدود بلادها وإنما استطاعت أن تحلق بإنجازاتها خارج الحدود في مختلف دول العالم بما لفت الأنظار إلى عظمة بنات الصومال وجدارتهن في العمل والإبداع والتميز.

وكان خبر وصول الصومالية إلهان عمر لعضوية الكونجرس كأول محجبة، مثار اهتمام وإعجاب العالم ، واصبحت من مشاهير الصوماليين في العالم.

لاتقتصر النماذج النسائية الصومالية المتفردة علي الفترة الحالية، بل تمتد لأزمنة بعيدة كانت شاهدة على إنجازات كبيرة لبنات الصومال. ويسجل التاريخ أن السيدة "أصليAsli حسن" كانت أول امرأة عربية تقود طائرة حربية في المنطقة العربية عام 1977 حيث شاركت في الخدمة العسكرية قبل انضمامها إلى القوات الجوية الصومالية، لتصبح من أشهر الطيارين في العالم،

وتلعب أيضا المرأة الصومالية في الريف دورا هاماً في إعالة أسرتها وتربية الماشيه لكسب العيش.

لذلك يجب علينا الإدراك جيداً دور المرأة الصومالية الفعال الذي تلعبه في المجتمع من تعليم وصحة وتربية الأبناء والمهام المنزلية إلي المشاركة السياسية والعلمية والعملية، وكذالك التربوية، كل هذه المهام جعلها محل احترام وتقدير.

علي عبد القادر محمد

كاتب وناشط إجتماعي