للرجيم الملعون إبليس ، يوميّات حافلة بعظيم المهام
ويوميّات حبلى بالأخطار الجسام و الفتن و الأوهام
يبث الوساوس دبدبات ، و يحثّ المجالس بالمنكرات
هدفه الأكبر غواية الصالح من الإنس و الجان.
( يوميات إبليس اللعين )
تمرّدَ اللّعينُُ مكْراً ، و أبَى للأمْرِ سُجودَا و قال أنْظِرني ، لأُغْوِيَنّهمْ رَصَداً و قُعودَا
تنَطّعَ الرجيمُ جوْراً ، و نأى عنيداً لدودَا يجمعُ كيْدهُ ، أحْلافاً من الثقلين حُشودَا
يَعْتمِرُ الصدورَ أبْراجاً ، نزْغاً ثمّ رُدودَا يَتلمّسُ ألباباً ، يُريدها عن الحقّ شُرودَا
يحتمي بالمنْكر دِرْعاً ، و قدْ زيّنهُ خُدودَا يرْقبُ النّهْيَ حَنقاً ، إذا حَلّ نهْجاً و حُدودَا
يتوَجّسُ خِيفةً ً ، منْ كلّ ذِكْرٍ يُخْزيهِ خُلودَا و يزْرعُ اليأسَ حَبّا ً ، فيسْقيهِ غِلاًّ جحودَا
له في المالِ و الحريمِ ، فِخاخُ نَحْسٍ قيودَا و في الرّجالِ أنْصافٌ ، هَبّوا للحطبِ وَقودَا
له في الحرب نَقْعٌ ، يُخفِي بِطانة ً و جُنودَا و دسائس يُحِيكُهَا صَنيعاً ، يجرّ ُ بها نُفوذاَ
له في الهمْز و الّلمْزِ ، دبيبٌ تدَلّى صُعودَا و في الغمْزِ زلاتٌ ، أباحتْ للحضيضِ رُكودَا
له في النّوايا قِلاعُ حِرْصٍ ، تختال بُنودَا مَعاولُ ظَنٍّ حَفرَتْ ألواحاً ، رسّاً و لُحودَا
له في الريّاء خفاءٌ ، يَدبّ قِناعاً و صُدودَا فيَنْشُدُ الشِّرْكَ مدْحاً ، عسى يُتوِّجُ مجْهودَا
له في الضّلالِ تِيهٌ ، يَطالُ جِبالاً و نُجودَا و غيٌّ بِخِسّةِ النكْدِ، قدْ فاقَ الجَهْلَ وُجُودَا
له في الغضبِ فتيلٌ ، أوْمَضهُ برْقاً فَرُعوُدَا و فِتنٌ يَبُثّها بِدَعاً ، فتُصيبُ رهْطاً كَنودَا
فيا تقيّاً، كُنْ للرجيمِ ضِدّاً و تسَلّحْ صُمودَا و تذكّرْ رِهاناً لهُ في التحدّي ، سَنّهُُ عُهودَا
كُنْ للباري مُطيعاً ، لا للخُنّسِ وَدّاً وَدودَا و تذكّرْ براءتهُ من الخلْقِ ، إذْ كان حَقودَا
تذكّرْ بالكِبْرِ ، كيْفَ جَرّ بالطغيان نمرودَا ؟ و بالكفر حِيَلا ً ، كيفَ أسْقط َ عاداً و ثمودَا ؟
تذكّرْ وَيْلَ سَقر ٍليْسَ فيها سَلاماً أوْ خُمودَا و جَمْرَ لَهَبٍ ، يشْوي الوجوهَ تبَدُّلاً و جُلودَا
بقلم : تاج نورالدين ( من وحي القوافي )
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...