مازلت أتذكر ذلك اليوم يا أمي حين جئت إليك أسألك .. لماذا ؟؟ حينها أجبتني : يوما ما ستكبرين وحتماً ستفهمين
كثيرا ما تمنيت أن أصبح من عالمكم عالم الكبار.. كي أفهم كما ينبغي للكبار أن تفهم
أظنني كبرت الآن كما أخبرتني يا أمي ولكني مازلت لا أدري لماذا ..لقد صرت من عالمكم لكنه مازل غريباً عليَ .. مازلت لم افهم تعقيداته بعد .. أتذكر ذلك اليوم حين أمسكت فيها يديك وسرنا معا جنبا إلي جنب ..ارتديت يومها أبهي حُلة بألوان تسرٌ الناظرين وأمسكت في يدي الأخرى تلك الحلوى مازالت رائحتها تداعب أنفي حينها رأيت تلك الطفلة ممزقة الملابس جاحظة العينين تقف علي مقربة مني، ترمقني بنظرة لم أفهم ماهيتها بعد ..أخبرتك حينها أني سألعب معها لكنك نهيتني عن ذلك بشدة ، سألتك حينها .. لماذا أمي ؟؟ أخبرتني يوما ما ستكبرين وحتما ستفهمين ..أتدرين يا أمي لقد كبرت كما أخبرتني .. أوتعلمين أيضاً رزقت بطفلة .. إنها تشبه تلك الطفلة التي رأيتها في صغري ، ممزقة الملابس جاحظة العينين لا أتذكر أخر مرةً اشتريت لها الملابس ولا أملك مالاً لإطعامها كما ينبغي ،إنها تقف هناك ترمق الأطفال بتلك النظرة التي لم أفهما ، حينها جاءت إلي تبكي .. تسألني لماذا ؟؟ لم لست كباقي الأطفال ؟!
أتدرين ماذا أخبرتها .. يوما ما ستكبرين وحتما ستفهمين ،مازلت ألومك يا أمي لقد حرمتي ابنتي من طفولتها لقد كنت أنت من تمنعينني من اللعب ، مع مثيلاتها .. لقد منعتي الأطفال من اللعب معها .. أنت أعطيتها نظرة الحرمان !!
بالله عليك يا أمي أخبريني ماذا ينقصني لأفهم لماذا .. لماذا طفلتي ليست كباقي الأطفال
أوتعلمين شيئاً يا أمي ربما أنت أيضاً تجهلين الإجابة !?