كتب: مهاب أسامه

   أكبر فائدة قد يتعلمها المرء من العلوم الحديثة هي معرفة مدى جهلنا بهذا الكون  تبدأ الرحلة الفكرية لكل شخص عند نقطةٍ معينه في حياته تختلف من إنسان لأخر ربما بسبب موقف ما أو صدمة أو فشل أو علاقة عاطفية، كل هذه الرحالات تعتبر عاملاً أساسياً في تكوين فكر الأنسان حتى يتعرض لنقطة معينه هل هي نقطة صعبة أم سهله تلك النقطة هي نقطة "الحيرة"

تنهار أحياناً الكثير من الثوابت و المعتقدات الفكرية لدينا بمجرد اليقين الواضح بأنها ليست كذلك وما هي إلا مجرد خزعبلات في رؤسنا فقط و مع كثرة الإطلاع و الخبرات الحياتيه و الإحتكاك المباشر مع كافة الطبقات، يتبين لنا مدى جهلنا وهذا يسبب الكثير من التشويش الفكري فيما بعد بسب الفراغ الفكري الناتج عن إنهيار الثوابت القديمه الخاطئه فالهدف الأساسي من التشويش الفكري الذي نتعرض له أحياناً هو إكتشاف زاوية رؤية أفضل فلا يوجد أحد يفضل أن يعيش حياته في تشويش حتى مماته.

"الحيرة" ليست شيئاً سيئاً قد يدعوا إلى الخوف المبالغ لكنها شئ ضروري في بعض المحطات الحياتيه فلن تكون الصوره دائماً جميلة بل أحيانا نحتاج إلى القليل من التشويش المزعج الذي يجعلنا نعيد النظر في الأمور برؤية وفكر مختلف لإقامة علاقة تناغم جيدة بين العقل و الروح فالجميع يتعرض لتلك الحيرة المزعجة في القرارت إتجاه أشياء يجب إتخاذ قرار صريح فيها، لكن البعض يتعامل مع هذا التشويش بشكل عشوائي جداً وأنها مجرد مشاعر وستختفي لكنها لا تختفي لأنه بكل بساطه هي ليست مجرد مشاعر بل هي نقطة حيرة و تحول لجزء ما في تكوين الحالة الفكرية لنا هذه الحيرة تحتاج إلى تريث و النظر إليها من زاوية أخرى لفهمها وحل هذا التشويش الفكري و العاطفي.

يقول الإمام الشافعي " كلما أدّبني الدهر أراني ضعف عقلي وإذا ما ازددت علمًا زادني علمًا بجهلي" قد لا يعلم الجميع ما علاقة العلم بنقطة الحيرة أو التشوش لكن في الحقيقة هناك الكثير من الإرتباط بينهم ففي علم الإدارة يقولون "أن نصف حل المشكلة يكمن في فهم المشكلة ذاتها" و التعامل مع نقطة التشويش العاطفي و الفكري لدينا ينطبق عليها هذا الكلام فلن نستيطع حل أي شئ في حياتنا ونقاطها دون فهم سبب التشويش فالأولى لنا أن نصرف مجهودنا في فهمه لا في التأفف منه و النحيب على هذا الشعور الغريب، لذلك يزداد جهلنا بعلمنا حينما نصل لحل المشكلة لنكتشف أن كل قفل له مفتاح.

ربما نشعر بالإضطراب كثيراً خلال هذه النقطة وهذا شئ بديهي لكن هذه النقطة بالتحديد يجب التعامل معها بشكل صريح لا يجب أن نخدع أنفسنا أننا بخير ونحن لسنا كذلك أننا جيدون ولسنا كذلك فهذا يسمى وهم كاذب و الوهم أسوء من التشويش بشكل كبير على الأقل في مراحل التشويش و الحيرة نعلم أن هناك خطب ما يجعلنا مضطربين فنتحرك لإيجاد حل لكن الوهم يجعلنا نغرق أكثر في عمق المشكلة وقد لا نستيقظ من هذا الوهم إلا حينما نصل لأعلى حد من التشويش داخل قلوبنا وعقولنا.

مهمة جداً تلك الحيرة التي تجعلنا نستيقظ من وهمٍ لربما كان سيقتلنا مع الوقت و المدى البعيد رغم صعوبه هذه المرحلة أحياناً إلا أنها تلك الصفعة على الوجه التي تجبرك على تعديل مسار رؤيتك و النظر إلى جميع الأمور بشكل مختلف عن السابق.