ربما لم يكن ما فات شرًا، وربما لا يكون القادم شرًا كذلك، هل كان الحزن عبثيًا إذن؟
ثنائيات الحياة تقتضي وجود الشيء وضده، ولعل أبرزها هو ثنائي السعادة والحزن، هل السعادة الأبدية هي ما نبتغيه؟ ربما تكون كذلك في أشد لحظات الحزن والألم، ذلك أن وجود الحزن أجبرها على الاختفاء، فغدت كنجمة بعيدةٍ سنين ضوئية كثيرة بالنسبة لكائنٍ أرضي يستطيع أن يرى نورها ولا يستطيع الوصول اليها.
بعد زمن من حزن ملأ بجبروته أركان الروح، تأتي الزائرة الغالية، انها السعادة! [فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا] وعدٌ رباني في سورة الشرح، فلا شِدَّة تدوم ولا حزن مُهلِك؛ ولا يكلف الله نفسًا إلا ما تستطيع.
ولعل الشر يخبئ في باطنه خيرًا وفرجًا، فما تكون طمأنينة القلب إلا باليقين التام برحمة الله لعباده، ومع قصور الانسان عن معرفة الغيب تكمن حاجته لهذه الطمأنينة وبأن الله تعالى سيختار له دائمًا الأفضل، وإن أعطى فلحكمة وإن منع فلحكمة، قد يعلم الانسان المقصد من المنع والعطاء وقد لا يعلم، ولكنه مدركٌ أن الله رحيم به، فيسلم لقضاء الله وقدره.