أحب أن أنظر الى جانب وجه زوجتى .. فبخلاف أنه جميل فعلاً الا إنى أرى فيه أشياء غالباً لا أراها فى وجهها من الأمام .
هناك ذلك الوضع الذى يعرفه محترفوا التصوير أو الرسّامون والمعروف بوضع " الثلاثة أرباع الخلفى " حيث يتساوى وضع الثلاثة أرباع الخلفى للوجه مع الأمامى فى حالات الأضواء الخافته فيخيل إليك أن من يجلس بجوارك ينظر إليك بتركيز شديد وهو فى حقيقة الأمر ينظر الى الجانب الأخر ولا ينظر لك على الاطلاق .
كذلك نفس الأمر - مجازاً - حينما أنظر إلى جانب وجه زوجتى .. أحياناً أراها تنظر لى بتركيز شديد قائله أشياءً بجانب جفنها لا تقولها بفمها .. وأحياناً أرى صفحات من ماضى قريب أو بعيد بكل ما له وما عليه .. وأحيانا أخرى أرى بعض المشاهد من مستقبلنا المشترك وكأنه " برومو " أو اعلان فيلم .. وأسمعها تقول بوضوح " ألا ترى شيئاً ؟.. ألا تسمع شيئاً ؟ " وهى لم تقوله .
أحب أن أنظر الى جانب وجه زوجتى .. فبخلاف أنه جميل أراه شفافاً .. وكأنه المرآه تعكس آمالنا ومخاوفنا .. أحلامنا البسيطه وآلامها .. كذلك أرى بوضوح تلك الأوجاع التى تحملتها من أجلى وإبنتنا دون أن تصرح بها فى الواقع أو تبدى تذمراً يوما .
أحب أن أنظر الى جانب وجه زوجتى .. فبخلاف أنه جميل إلا أن خيالى يذهب إلى الوقت الذى أنظر فيه الى جانب وجهها وقد شاب شعرها وأصبح هنالك بعض التجاعيد الوقوره ونحن جالسان وحدنا .. سائله إياى مجدداً دون أن تنطق " ألا ترى شيئاً ؟.. ألا تسمع شيئاً ؟.."
فأجيبها أيضاً فى صمت مبتسماً " بل أرى كل شىء .. وأسمع كل شىء " ..
فنرتشف ما تبقى فى كوبينا من الشاى .. أو من العمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مايكل سمير
-
مايكل سمير...