كنت أحمل قلبي معي, أينما ذهبت, حيث حللت, حملته سليما معافى, حملته صغيرا بريئا, حملته مطعونا, يقطر منه الدم, يسيل في فوق التراب, وعلى الوسادة, حملته قويا وضعيفا, سرت به في كل مكان, كان معي حتى حين كان يعصيني, ويخرج عن أرادتي, ولا يطيعني, سلكت به الدروب الواسعة, بات معي في الظلام, وعاش في النور, لم أفارقه, كما لم أفارق عصاي, وغنمي, بلاد نزلتها, وتركت أثرا قويا فيه, وبلاد لم تترك به أي أثر, عاش يغني حينا, ويبكي أحيانا كثير, ولكني في جميع أحواله, كان قلبي الذي لازمني في رحلتي, منذ ان وعيت, إن لي قلب, كنت أطوي الأرض أسير على قدمي, وراء أغنام أبي, تعلمت منها كما علمتها, كانت كلها قطيع, أسراب تجيء وترحل, تموت تباع, تذبح في الأعياد, عشرات البلاد والساحات, والأوجه, غربة متصلة, لا تنقطع, كأننا ولدنا في الشارع, كان مخاض أمي بين الأغنام, وضعتنا في رحلات, في الطرقات, ثمانية نطيف حولها, الأن هي الأن بمثابة الكعبة, بالنسبة لها, نحج إليها, ونطيف حولها ساعات, أو أيام أو أسابيع, وقد تمتد إلى شهور,