ليلة الانتحار ( قصص قصيرة) انتحار صبية (1) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ليلة الانتحار ( قصص قصيرة) انتحار صبية (1)

انتحار صبية (1)

  نشر في 09 يناير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

حبل عميق يتدلي من اسداء  تلك المشكاة   الزجاجية المتدلية من اعتاب سقف الغرفة..  ظلام حالك عميق يعج بارجاء الموضع..  سكينآ حديدية مستلة مسننة مسجاة علي تلك الطاولة الخشبية..  صبية صغيرة ذات عيون حزينة تنسال منها الدماء ووجه شاحب و جسد هزيل...  

منذ ان وعت عيناها علي الدنيا و هي آبية الا تبكيها...  ذاقت مرارة الخزي و الخذلان و انقطعت كل السبل و الآهات...  

تتعالي درجات ذلك الصوت اللعين برأسها...  ترائي امام عيناها افكار انتحارية عدة...  

سأقتلك يا صبية...  

تدوي صرخاتها المتهالكة: 

اتركني سأنتحر و ارتاح من ذلك الصوت اللعين...  

بنفس حزينة محطمة يائسة تتعالي درجات ذلك السلم... نظرة وداع اخيرة الي ذلك العالم الحزين..  الحياة ليست عادلة...  الحياة لا معني لها...  

تلتف ذلك الحبل حول عنقها بقوة تضغط عليه بعنف للآ ينتهي الامر سريعآ..  حتي لحظات وداعها الحياة تدوي تسارعها بقوة حتي ينتهي ذلك الالم...  

دماء متناثرة في ارجاء مواضع الغرفة..  جسد صبية بلا روح هامد يتدلي من ارجاء السقف...  

ادوية مسجاة علي اعتاب الطاولة شاهدة علي انين صامت لصبية مريضة...  و ليالي عذاب و الم ذاقتها روحها الهالكة...  

اوراق متناثرة حوت كتابات صبية مسكينة شاهدة علي رحلات عذاب و صمود...  الالام و احزان و آهات... تتدلي من اياهم تلك الورقة المكتوبة بدماء الصبية...   تدوي اخر ما كتبته يداها..  - في تلك اللحظة التي تدوي فيها نبرات الالم..  تألمت روحي بما كفاها...  سامحني ياالله لم اعد احتمل... - 

العبارة الاخيرة (2) 

اويآ الي حديقة المصحة..  هاربآ من تبعات الاطباء...  باحثٱ لروحه  الحزينة عن حدآ لهذه المعاناة...  

بين غيابات المرض و الامه...  و انين نابع من قلبه و جسده الحزين...  اعتزل تلك الحياة  المرة و ما فيها من الالام... و كأن غيب عقله رأفه به من هذا الالم...  

هائجآ يحطم  معشر  اثاث غرفة المصحة ثائرآ عما يكنه من الالام...  

تدوي صياح الممرضة الذي يتبعه حضور جمع هائل من الاطباء منذرين بتلك الجلسة الكهربائية علي المخ...  يدوي انين صراخه الحزين يلمح ذلك المشرط الموضوع علي الطاولة يلتقطه و يفر هاربآ الي الحديقة يتبعه الاطباء بسرعة...  

جاثيآ علي ركبتيه في الحديقة حزينآ متألمآ سيضع الان حدا لتلك المعاناة...  بذلك المشرط يقطع شريانه حتي يري الدماء تنهار بغزارة حتي كست يداه...  

اللحظة الأخيرة في حياته يري احداث متفرقة...  تبصر عيناه جموع الاطباء المهرولة تجاهه..  و لحظات وقوعه قي براثن ذلك المرض اللعين...  لحظة دخوله المشفي متهالكآ انينآ...  لحظة خضوعه لجلسات الكهربائية المؤلمة...الان اغمض عيناه عن كل هذا الواقع المر...  و روحه الحزينة تئن من الالم..    بدماء منقوشة حفرها في موضع موته..- وداعآ ايتها الحياة المرة سلامآ...   -.... 

نهاية اليأس (3) 

صارخآ في اعتاب المصحة...  غرفة مظلمة اويآ فيها بمفرده...  يتحاشى جموع الممرضات الاقتراب من غرفته لخطورته...  يهاجم جميع من يقترب منه لايرون كم يحمل بقلبه من الم..  

علي اعتاب ذلك الحائط نقش آهاته و الامه بدمائه الحزينة..  لا مفرا له من الموت لينتهي هذا الالم و المعاناة...  جميع الحلول التي قد ينتحر بها اخذها الاطباء الا حلا واحدا لم ينتبهوا له...  

-الدواء - حسنا يلتقطه بيداه لتناول جميع جرعة الدواء..  الان تبدوا الاعراض بادية للظهور غثيان قئ زرقان في وجهه يئن الالم بصمت علي اعتاب الرحيل..  

سكنت دقات قلبه و همد جسده السكين لتغادر روحه الحياة.. عبثات اقلام علي جدران الغرفة كانت منقوشة بدماء رحلت..  






  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 09 يناير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا