موسم الموائد باختصار شديد .
اللعبة الديمقراطية تبدأ بلعبة الموائد و الزرود .. جيش عرمرم من الطّفيليّيين و جحافل من المتطفلّين
بدأوا يستبشرون خيراً بقدوم موسمهم المقدس الذي ظالما انتظروه على أحرّ من الجمر .. و لأنهم يعلمون
سلفاً أنهم ( الرقم الصّعب ) في أي انتخابات فهم مستعدّون لرهن أصواتهم مؤقتاً لمن يضع على موائدهم
الدجاج (البلدي) و اللحم (المشوي) بل و مستعدّون لبيع هذه الأصوات كليّاً لمن يدلي بعد (الزردة) بمبلغ من المال
طبعاً المرشح الذي ياتي بالدجاج ( الرومي) ليس كالذي ياتي بالدجاج (البلدي) .. و الذي يجزل العطاء بالمال ليس
كالذي يقتصر على إطعام البطون فقط .. فالأول أكيد هو ( ابن الخيمة الكبيرة ) بينما الثاني يده قصيرة
و عينه بصيرة .. بينما المرشّح الذي يكتفي بالشاي و (كعب غزال) فهذا مجرد كائن لا يضحك على الذقون فحسب
بل و يضحك على البطون أيضاً .. في حين أن هذا النموذج الاخير هو من يدخل قبّة البرلمان أولا لسبب بسيط و هو
أنه و من على شاكلته يملكون مفاتيح الإدارة و بالتالي يملكون الكواليس فتأتي النتائج إليهم طوعاً او كرها .. المهم
و فوق هذا و ذاك .. لا يستطيع أي مرشح أن يقول للجوعى و الجائعين : إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد
منكم جزاءاً و لا شكورا .. و إنّما لسان الحال يقول : نطعمكم تحت طائلة الوعد بالبيع .. بيع الضمائر
و رهن الأصوات .
موسم الانتخابات ..
موسم الموائد بامتياز ..
وبين لعبة الموائد و الزرود ..تنتعش بورصة الأصوات عند القرود .
بقلم تاج نورالدين .
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...