قرأت كتاب "المختصر في سيرة خير البشر"،و وجدت أن حياة الرسول صلي الله عليه و سلم لم تكن سهلة أو لينة،بل كانت مليئة بالصعوبات من مولده إلي وفاته عليه الصلاة و السلام،و كانت هذه الحياة بآلامها و صعوباتها من اختياره صلي الله عليه و سلم ، فقد سأله جبريل عليه السلام ذات مرة : يا محمد إن ربك يقرئك السلام،و يخيرك بين أن تكون نبيا ملكا و بين أن تكون نبيا عبدا،فاختار الرسول أن يكون عبدا نبيا؛لنتعلم من سيرته كيف نواجه الأزمات التي تواجهنا في حياتنا.
فقد عاش الرسول صلي الله عليه و سلم كل المشكلات التي يمكن أن تقابلها في حياتك،فإذا مات والديك أو إحداهما فالرسول ولد يتيما و ماتت أمه و هو صغير،و إذا كنت فقيرا فالرسول صلي الله عليه و سلم لم يكن يجد إلا الماء و التمر في بيوت زوجاته،و في بعض الأحيان لم يكن يجد طعاما من الأساس،فقد مر النبي صلي الله عليه و سلم بإحدي زوجاته و سألها : هل عندك طعام ؟ فقالت له لا يا رسول الله ، فمر علي زوجة تلو الأخري فلم يجد طعاما ، فقرر حينها أن يصوم،و كان ذلك في غير رمضان الذي يشترط لصومه النية المسبقة ، و إذا أتعبك المرض و أثقل كاهلك فقد توفي الرسول علي فراش المرض،و إذا توفت زوجتك فقد توفت خديجة رضي الله عنها في حياة الرسول و حزن عليها حزنا شديدا لحبه الشديد لها ، و إذا مات ولدك فقد مر الرسول صلي الله عليه و سلم بهذا الموقف عند موت ابنه إبراهيم عندما قال الرسول " إن العين لتدمع،و إن القلب ليحزن،و إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون."
كل هذا بجانب المشكلات الشيقة التي واجهها الرسول في رحلته لنشر دعوة الإسلام من إيذاء و تعذيب و تهجير و حصار مادي و معنوي .
قرأت في سيرة الرسول محمد صلي الله عليه و سلم كل هذا.
نعم،كان يحزن الرسول.
نعم،كانت عيناه الشريفتان تدمع بأبي هو و أمي.
لكن...لم اقرأ أن اليأس سيطر عليه في لحظة من لحظات حياته.
علي الرغم من كل هذه الإبتلاءات و المشكلات و التحديات إلا أن بعزيمته و هممته و صل إلي هدفه صلي الله عليه و سلم ، و في خلال ثلاث و عشرين سنة نشر دعوة الإسلام و أنشأ دولته من دون ملل أو كلل.
قل لي إذن...
هل تحب سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ؟
هل هو قدوتك ؟
إذن لماذا يسيطر عليك اليأس؟!
تخلص من اليأس و سر علي درب قدوتك و كن من العظماء،فالمسلم القوي خير عند الله من المسلم الضعيف.
-
يحيي إيادصحفي بجريدة "دنيا الفلوس"...