لا أعرف شيئاً بخصوص البشر ، علمت مؤخراً أن أمر الاختلاط بهم يسبب آلاماً مزمنة تشبه هجيناً من انخفاض الضغط و احتراق جدار المعدة ..
كنت بخير حقاً قبل أن أخترق غشاء جدار بُعدي الخاص، قيل لي أن هذا سوف ينبت لي أجنحت تضرب جذورها في عظامي، لكن كل ما رأيته إلى الآن من هذا البعد الغريب – والذي كان حقيقياً لدرجة بشعة – لا ينبئ بأي قشور قد تظهر لاحقاً لتساعدني على التحليق ..
الكثير من التضاربات التي تفصلني عن هذا " الواقع " ، أيجب أن أكون هنا حقاً ؟ ، يقال أننا يجب أن نعيش فيه على أيه حال .. و لكن ، هذا ليس بالحقيقية واقعي أنا .. ، فهو لا يمثلني بأي شكل من الأشكال ..
العودة إلى الشرنقة يعد ضرباً من المستحيل فلقد خرجت وانتهى الأمر، والسيء أنني لا أزال أُرمى من الجرف مراراً و تكراراً عسى أن تحملني الرياح تكرماً، و لكنني – و إلى الآن – أأبى و أجنحتي " الافتراضية " التصديق بأمر التحرر من زنزانتي ذات القضبان خشبية و التحول إلى سجن قضبان الحديد.
الرضوض التي توالت على جسدي ليست أوسمة شرف بل كدمات مؤلمة و دماء زرقاء متجلطة تحت الجلد، كما أنني لا أجد أي ترابط بينها و بين " الجَلد " و " الصبر " و " الصمود " .. فهذه المصطلحات تعني لي المقاومة للتقدم، و ليس الحصول على مزيد من الجراح النازفة التي تعالج بالكي لصعوبتها .. ، لا أظن أن دفعي من الحافة سيلد لي أجنحة من رحم الفراغ ، كفاكم استهزاءً بي .. !
على الأغلب سأظل أهرب لبقية حياتي المنكهة بالمعاناة المنطقية التي لا أستسيغها ..
لِم علي الإيمان بأيِ من كل هذا ؟ ، أنا لا أؤمن بالمنطق ..
" و لكن كل شيء يجري بالمنطق .. "
أعلم أن أحدكم سيقفز ليتقيأ هذه العبارة في وجهي ..
أسمعها بمعدل ثلاث مرات يومياً في الحساب المتوسط ..
لا أؤمن بالمنطق ..
و لن أؤمن بالمنطق ..
هذا واقعكم و ليس واقعي ..
أريدها ..
أريد شرنقتي ..
أريد الكثير من الكتب ، فالكتب لا تسبب القرحة ..
أريد بعض الأوراق لأكتب ، فهذا يبعد عني القولون العصبي ..
أريد شخصاً غير موجود يخبرني كل ليلة أنه يحبني لعل طبيبي لا يشهق فاغراً فاه حين يراقب زئبق جهاز الضغط ..
أريد أن يشفى طائري مكسور الجناح و يحلق بعيداً ..
أريد أن أشفى من تسمم التراجيديا التي غزت سيتوبلازم خلاياي المتهتكة إجهاداً ..
اتصلوا بطبيب – يا فاعلي الخير – ليمدني بشهادة توضح أن المنطق الوحيد الذي أُعنى به ، المنطق الوحيد الذي أُكنى به ، هو أنني خُلقت بلا أجنحة ..
أنني قادرة فقط على فعل شيء واحد ..
العدو .. !
-
نوران ابراهيمكُلً ما في الأَمرِ أنني .. أرثِي لأَرواحِنا المًمزَقَة ..