بين صفحات الإحباط واليأس والظروف المعيشية الصعبة والتسارع من أجل لقمة العيش ، من بين ركام هزائم التاريخ ؛ ينبثق نور شديد البريق يكاد يذهب ببصر كل عدو إنه بريق يوم منعش الرائحة يُذْهب زكام الأنوف وضيق الصدور ذلك اليوم الذى أثبتنا فيه أننا قادرون على النصر ليس فقط لاستعادة الأرض فاستعادة الأرض لهو أهون شىء نقوم به بل انتصرنا فيه على أنفسنا وأننا لم نخضع لإشارات الإحباط والهزيمة التى كانت تكرر على أسماعنا ليل نهار .
يقول علماء التربية أننا إذا أردنا تعليم الإنسان نقارنه بنفسه وليس بغيره نذكره بما كان عليه من النجاح وأنه يستطيع أن يحقق النجاح نفسه من جديد الذى حققه بالأمس ، فما يبثه فينا نصر أكتوبر المجيد كل عام الشعور بالأمل والافتخار والمقدرة على تحقيق المزيد مثل هذه الانتصارات بسهولة وبراعة وإبداع أكثر .
بعد النكسة ركبنا مركب النصر لنصل إلى الضفة الأخرى ضفة المحتل كى نحررها ضفة النصر ، مركب النصر لديه عوامل ومقومات.. فى مركب النصر كل فئات الشعب كل يحمل قضية الوطن فى قلبة وعقله ومشاعره وهى تحرير الارض .. فى مركب النصر جنود بواسل لا يخافون فى الله لومة لائم جل همهم نصر أو شهادة فى سبيل الارض .. فى مركب النصر وطن صامد خلف جنوده يحفزهم يشحذ هممهم يملأهم بالإيجابيات لا يحبطهم بأقوال وألفاظ محبطة .. فى مركب النصر أساتذه ذو نظرات ثاقبة للمستقبل أَشربوا تلاميذهم الذين صاروا جنودا بُغض العدو وضرورة الفتك بهم من أجل دينهم ووطنهم وأرضهم .. فى مركب النصر فن هادف وفنانون يحملون قضية وطنهم قد بثوها فى فنونهم .. فى مركب النصر قيادة سياسية ذات إرادة قوية للتغيير .. كان ذلك مركب النصر الذى أوصلنا لمكايدة العدو والفتك بهم فى معركة أكتوبر المجيد وتحرير الأرض الفيروزية الغالية .
هيا بنا نركب مركب النصر مرة أخرى ونملأه بالحب والخوف على الوطن وحمل القضية .... نستطيع ؟!! نعم بكل ثقة نستطيع أن نركب مركب النصر مرة أخرى بل مرات عديدة بكل مقوماته وعوامله ونصل إلى نقطة النصر رغم أنف العدو متجاوزين مكره وخبثه وإحباطاته.
أيها المشرد التائه اليائس المحبط اركب معنا مركب النصر لتعود من جديد أيام النصر المجيدة التى عشناها من قبل ونعلو براية الوطن من جديد.
يسرى محمود السيد
الجمعة 18 – 10 - 2019