أصبحت اكره الحقائق ، اهرب منها كثيراً ، منذ مدة و كل الأشياء تطاردني وقائع مخيفة ، اكثر ما كان يؤلم هو ان العالم لم يكن بتلك الصورة التي رسمتها ، و الناس أيضاً لم تكن قلوبهم مثل قلبي ..
أليس الصدق هو السبيل ؟ إذاً لما لم يصدقني العالم يا أمي ؟ فأنا لم أكذب قط لم يكن أي شيء كما تمنيت و لا أحد هنا في الخارج يستمع لرأيي كما كنت أعتقد لما لم تصدقني معلمتي و قالت أن الشباب عماد الأمة ؟ إذاً فلما تكسر الأمة عمادها ؟ من ذَا الذي سيقيمها من بعدنا ؟ و كيف سنسلمها لمن بعدنا مفتتة ثم يعيبوننا و العيب لم يكن يوماً فينا ؟ و لم يا أمي يبدو الناس هنا قاسيون ؟ أين الحب الذي كان على شاشة التلفاز و في الكتب ؟ أم هو في مدينة باريس فقط؟ لم قد يكسر إنسانٌإنسان؟ إن لم تكن تريده إذا فارحل لا تمسكوا الناس من قلوبها ثم ترمون بهم إلى الهاوية ، أحببت مدرسة الحي كثيراً و لكن حين خرجت منها كرهتها و كرهت أحرفها التي خدعتني عن حقيقة هذا العالم ، كان الأمر أشبه بمن يعطيك كتيب إرشاد ثم يقول لك تعامل و يدفعك للواقع ، فلا أنت أهل للاختبار و لم يشهد أحد للمعلم بجودة الكتيب ، كل ما في الأمر أني خرجت إلى الدنيا ثم ابتلع حوت لمدينة أحلامي الشبابية و شكرًا .
-
فاطمةأنا فاطمة ، أحب الكتابة و أتمنى أن ما أكتب قد ينال إعجابكم ، أنا من فئة الشباب و أتحدث بشكل أو بآخر عمّا يجول بخواطرنا، و أتمنى أن يكون أثر ما أكتبه خفيف على نفوسكم ، إن أحسنت فهذا من فضل الله عليّ و إن أخطأت فذلك من تقصيري ...