فتاة البراري - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فتاة البراري

  نشر في 30 ديسمبر 2018 .

في مشهد خلاب جلل تتسلل اشعة الشمس برقة لتداعب البراري بضيها المشرق...  البرودة تعج بارجاء الموضع... علي مقربة من البراري تبصر عينانا ما تقشعر له النفس...  امرأة شابة في العقد الثاني من العمر  تبدوا كل علامات الخوف و الذعر علي وجنتيها... تهرول بساقيها النحيلة بسرعة شديدة و هي تنظر خلفها كل لحظة من هول الخوف... يبدوا انه لا مجال لديها للفرار و اقتربت من مصيرها المحتوم...  

يقترب منها بخطى سريعة و معها تتعالي دقات قلبها الخائفة...  بكفه القوية يمسك برقبتها النحيلة محاولآ خنقها في الحال...  تتعالي صرخاتها و استغاثة المسكينة و لكن قضي الامر و قضت المسكينة نحبها...  

بيديه القوية يجر بها جسدها المسكين الهامد بلا حراك بقوة حتي يصل بها الي مستنقع المياة...  يلقيها في المياة و ابتسامة مرعبة ترتسم علي وجهه المخيف...  

كان المسكتشف الشاب يوسف يسير بخطواته السريعة و ساقه النحيلة في مسلكه في البراري...  لازال سائرآ منذ امد يبدوا انه قد ضل طريقه اذا لا بديلآ عن طلب المساعدة...  

هل من احد هنا؟.....  

جملة يائسة خرجت منه بعفوية...  تشتد البرودة علي يوسف الذي يخرج من حقيبته ذلك المعطف الثقيل ليرتديه احتماءآ من البرودة...  حالة الطقس تبدوا سيئة تدوي اصوات المطر التي تنسال بقوة و غزارة...  

اذا لا مفر من البحث عن مآمن...  بصرت عيناه ذلك الكوخ القابع علي ضفاف المستنقع...  قادته قدماه اليه بحثآ عن الامان...  اقترب منه بحذر و هو يردد: 

هل من احد بالداخل؟...  

مرحبآ يا ولدي تفضل بالدخول...  

هل لي ان اقضي معك قليلآ من الوقت يا عم حتي يهدأ المطر؟...  

طبعآ يا ولدي البيت بيتك...  

اشكرك يا عم...  

يحضر له الرجل فنجانا من القهوة ثم يسأله؟  

من انت يا ولدي تبدوا غريبآ 

انا يوسف يا عم شاب ولع باستكشاف البراري و قد جئت اليوم في جولتي الاستكشافية...  

اذا كن حذرآ الموضع هنا خطرآ للغاية...  

حسنآ و لكني احذرك احترس من فتاة البراري...  

من فتاة البراري هذه يا عم..؟  

كل ما اعرفه عنها انها امرأة قتلت غدرآ في ظروف غامضة و يقولون ان شبحها يظهر للرجال...  

انا لست خائفآ ابدآ سيكون الامر مشوقآ..  

حسنآ يا ولدي تبدوا عنيدآ..  

انا اعشق الغرائب يا عم...  

خذ هذا الغطاء للتدفئة صرنا ليلآ و حل موعد النوم يمكنك ان تقضي معي الليلة...  

اشكرك يا عم سأخلد للنوم...  

لم يستطع النوم من التفكير لازال يفكر في من تكون فتاة البراري هذه...  خارت قواه و انهكه التعب اغمض عينيه لا اراديآ حتي يغفو في نوم عميق...  

فتح عيناه فجأة علي اصوات ضجيج...  لازال في منتصف الليل من صاحب تلك الاصوات الصاخبة...  

قام من مضجعه ينظر حوله العم لازال يغط في نوم عميق...  

التقط معطفه و ارتداه علي الفور ليعرف من صاحب الصوت المجهول...  

يسير بين البراري و نظراته تتدلي بين الحين و الاخر...  هالة من السواد الحالك تعج بالموضع استخدم كشافه الصغير للآنارة...  

اتريد اللحم نيئآ ام طازجة؟...

ينظر اليها بحذر امرأة جميلة تتدلي خصلات شعرها الحريري  الاشقر علي وجنتيها...  تثير التساؤلات في نفسه هل تكون هي فتاة البراري...؟  

من انت..؟  

انا جينا و انت..؟  

انا يوسف ماذا تفعلي هنا يا امرأة في ذلك السواد الحالك؟  

انا جائعة و ابحث عن فريسة...  

ماذا؟؟؟؟ 

اقصد طعام...  والان تأتي معي للطعام...  

اجل انا جائع جدا...  

يسير معها و يبدأ في مبادرتها في الحوار...  

منذ متي و انتي تعيشين في البراري؟  

منذ اللحظة التي قتلت فيها؟  

ماذا؟؟؟  

اقصد التي سئمت فيها حياة البشر...  

هل تعرفين انكي امرأة جميلة جدا؟  

اعرف ذلك يا عزيزي...  كان موتي بسبب ذلك...  

ماذا؟؟ 

اقصد اني تركت حياة البشر بسبب جمالي...  

هيا وصلنا المطعم...  

ما هذا المكان المخيف هل سنأكل هنا؟  

نعم هيا اجلس علي المقعد...  

و الان لم تجيب علي السؤال اتريد اللحم نيئآ ام ظازجآ؟...  

اووه ما هذا المنظر المخيف؟؟  اليست  هذه اجساد ادمية هل سنأكل البشر؟...  

 هيا حدد فورآ هل تفضل التهامآ نيئآ ام يتم طهيك لتصبح طازجآ..؟؟  

لالا انا لم اتوقع هذا ابدا اذا انت...؟  يفر بقدمييه بسرعة الا ان خطواتها كانت اسرع تدوي عباراة نيئآ نيئآ بصوت مخيف...  باظافرها القوية تسحبه من رقبته حتي تخنقه في الحال... نري جسده الهامد تكتسيه الدماء بينما تقطعه المرأة بسكين حادة...  ثم تبدأ قي التهامه...  تبصر من بعيد ذلك الشاب القادم الغريب تظهر امامه في الحال...  

هل تريد اللحم نيئآ ام ظازجآ؟....  

تمت 




 



  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 30 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا