كنا يوماً ذات صلة...

احياناً تعصف بنا الحياة و تلقي بحبل ودنا بمن نحب بين امواج هائجة... فلا سبيل للرجوع و لا سبيل للبعد فنظل عالقين بين ود قديم و ذكريات متضاربة ،

بين الم و فرح، خذلان ووفاء، بين نبضة شوق و غصة بُعد و مرارة تخلي، نظل دوماً بين و بين،

الشيء الباقي هو اننا كنا يوماً ذات صلة...

كنتِ مثلي الأعلى و كنت تميمة حظك في أيام غابرة، و أصبحنا في عشية وضحاها كنت و كنتِ...

اهلكتني الحياة عام ربما عامين لا اعرف كيف يمكن ان نحسب ايام حياتناو نصنفها في جدول العمر حين يكون ليس بعمر و ليست بحياة لتُحسب...

تمنيت يد يتزن بها عقلي يتزن بها قلبي يتزن بها اي شيء كنت مازلت له حاملة...كنت أغرق يوم بعد يوم و أنا لا أجيد السباحة بيد واحدة...

أعلم جيداً ان لا شيء يدوم ولكن دام الخريف ثلاث اعوام متتالية..

لم يخلص لي سوى فصل من فصول السنة حينها قلت ما اقبح الاخلاص الذي اوراقه متساقطة اسقط معه كل شيء كنت بوجوده متوهمة...جرد لي الحياة التي كانت وحشتها قاتلة...

قد كان بالقلب ألماً لا يهدئه دواء، برد لا تدفئه ألف مدفئة شاعلة، حين شعرت بأني في ليلة وضحاها رُميت في الخلاء... فقد كانت جيوبي الاجتماعية تماماً خاوية...

ولكني ممتنة لذلك الخريف، ممتنة لنفسي التي كنت ارجوها كل يوم ان تظل صامدة...

مر المُر و رضت عني الحياة و هدأت امواج عمري ووصلت لضفة ما حلمت ان اصل لها...

و كأني فتحت عيني بعد عواصف على سماء هادئة مليئة بالنجوم و كأنها اضائت خصيصاً لي انا...

حيث النور الذي الذي يسري في من كل اتجاه... حيث لا أستطيع سوى ان امد ذراعي كصوفيين في رقصة مع الكون منتاغمة و بسمة روح هي طوق نجاة اُلقت الي و كلما اتسعت اتسع صفاء ما عاد يعكره شائبة..

في قارتين نحن و ما عادت تجمعنا ارض ولا حديث و لكن ما زالت سماء نهاري لسماء ليلك متقابلة... 

فنحن دوماً بشكل او باخر تجمعنا صلة...

سلام عليك اينما انت و اينما كانت سفينة حياتك ذاهبة... بدعوة ما بأمل ما بحب ما بشوق ما هناك دوماً توجد صلة.